انواع الادراك يجب فهما جيدا حتى نتمكن نحن البشر من تطوير ادراكنا وجعله صحيحا وإيجابيا. فعبر هذا الإدراك سيتحدد تفكيرنا ونوعيته، وهل سينقلنا للأمام ام للخلف والوراء.
تعريف الادراك
يمكننا تعريف الادراك بأنه إحدى العمليات العقلية والنفسية التي يقوم بها الإنسان ليتعرف من خلالها على العالم الخارج والتعرف على معاني الأشياء ودلالتها. ومن خلال هذا الادراك ونوعه يمكننا الحكم على طريقة تفكير الإنسان هل صحيحة ام خاطئة.
انواع الادراك
1- شخص بدون إدراك وبدون وعي (عدم الإدراك):
هو الشخص الذي لا يدرك نقاط القوة والضعف لديه، ونتيجة عدم إدراكه ومعرفته بنفسه يحدث معه أمران:
- أولًا: لا يستغل نقاط القوة التي عنده ولا يستفيد من الفرص والامكانيات المتاحة لديه.
- ثانيًا: لا يعمل على سد الثغرات وإدراك نقاط الضعف التي عنده لأنه لا يدركها من الأساس.
فهو يعيش بطريقة تلقائية عشوائية بسبب غياب العلم والمعرفة وتنقصه التوعية والتوجيه الصحيح فتجد حياته متقلبه ومتخبطة. فهو لا يعرف هدف يسعى لتحقيقه ولا رؤية واضحة يعمل من خلالها. وبالتالي سوء إدارة لحياته (من ضياع للوقت وإسرافٍ في الأموال، وتدخين بشراهة ونمط غير صحي في الأكل والنوم). والأخطر من هذا كله إنه لا يعتبره خطرًا أو انحرافًا عن الطريق الصحيح فهو ينقصه الإدراك من الأساس.
فهذا الشخص سيكمل حياته إلى نهايتها على هذه الحالة، ما لم يذكره أحد بهذه الحياة الضائعة. أو أن تحدث له مشكلة أو موقف يدرك منه الخطر الذي هو فيه. فيعرف قيمة الوقت أو العمر الذي يمر دون هدف أو جدوى أو الصحة التي يبددها أو حياته التي بدون معنى أو أهداف يعيش لتحقيقه.
2- النوع الثاني من انواع الادراك هو (الإدراك السلبي):
هذا النوع هو اخطر نوع من انواع الادراك – وهو الشخص الذي يدرك ويعلم أنه لا يسير على الطريق الصحيح، وأنه كل يوم يخسر من رصيد حياته والفرص التي أمامه ومن وقته وعمره الذي يمر وهو على حالته بدون نجاح أو تطوير. ولكنه في نفس الوقت لا يستطيع التوقف عما يفعل فيصحح مساره بنفسه. أما لأن رؤيته غير واضحة تمامًا، فكيف له أن يتحرك خطوة أو خطوتين للأمام بدون رؤية واضحة يتحرك من خلالها. فهو يتخبط أيضًا مثل الشخص السابق ولكن الفرق أنه يتألم فهو يشعر بانحرافه عن الطريق الصحيح الذي كان عبره سيحقق النجاح في حياته.
والسب الثاني وراء عدم تصحيحه مسار حياته أنه لا يثق في نفسه وقدراته التي تمكنه من تحقيق هذا النجاح، فلما يتعب نفسه في محاولة التغيير أو أنه يخشى التغيير فالبعض يخشى التغيير حتى لو كان إيجابيًا.
3-النوع الثالث من انواع الادراك هو (الإدراك الإيجابي):
هو الشخص الذي يدرك حياته ويعرفها جيدًا ويعرف أوجه القصور التي لديه ويعرف إمكانياته ومهاراته جيدًا ويعرف قدراته ولديه رؤية واضحة وأهداف محددة. فهذا الشخص تجده دائمًا في عمل ونشاط، يسعى لتقليل أوجه القصور في حياته وتيسير العقبات التي أمامه وتنمية مهاراته واغتنام الفرص التي يجدها حوله. ودائمًا يتحرك إلى الأمام نحو هدفه عبر الرؤية الصحيحة الواضحة. فتجده دائما يقرأ في كتاب أو يأخذ دورة أو ندوة أو يتعلم مهارة جديدة أو يمارس نشاطًا أو عملًا جديدًا ودائمًا يسير وفق خطة وأهداف محددة ودائمًا يتحرك من إنجاز لآخر.
ويمكن توصيف كل ما يدركه الإنسان ويؤمن به من قيم ومبادئ ووجهات نظر”بالمفهوم الذاتي” للإنسان وهو المفهوم الداخلي والخاص بالشخص نفسه عن العالم والحياة من قيم ومبادئ ووجهات نظر يؤمن بها.
مقالات ذات صلة
استراتيجية القبعات الست للتفكير وحل المشكلات ل ادوارد دي بونو