سنتناول في هذا المقال أهمية الابداع والابتكار في التعليم ودورهما في تطوير التعليم. بالاضافة الى دور التعليم ايضا في تنمية الابداع والابتكار لدى اطفالنا وابنائنا واهمية الطرق الحديثة في التدريس والبيئة المحفزة للإبداع والابتكار.
الإبداع والابتكار في التعليم :
إن إنشاء مدينه العلوم والتكنولوجيا والجامعة المصرية اليابانية والجامعة الألمانية للعلوم والتكنولوجيا وجامعة القاهرة الجديدة للتكنولوجيا في مصر وغيرها من الجامعات الأخرى في الفترات الأخيرة. والتي تكون الدراسة منصبة فيها على التكنولوجيا والعلوم الحديثة مثل التكنولوجيا الحيوية وتكنولوجيا المعلومات وعلوم الكمبيوتر والميكاترونكس والربوتات والنانو وغيرها من المجالات الأخرى. وكذلك منحة وزارة الاتصالات المصرية في البرمجة، وكذلك مبادرة مليون مبرمج عربي في الإمارات. كل هذه الأشياء تعتبر خطوة في طريق الوصول إلى علوم وبرمجيات الحاسب والهواتف الذكية وغيرها من مجالات العلوم والتكنولوجيا .
التي على طلابنا وشبابنا أن يضعه من أهم وأغلى أهدافه في الفترة الحالية لاقتحام هذا المجال الكبير والساحر..
وما الذي تقوم عليه مثل هذه الشركات التي ميزانيتها تعادل ميزانية عدة دول معًا؟
ما هي إلا أفكار جديدة ومتجددة استطاع أصحابها أن يصلوا إليها وعبر تفكير جيد وسليم يتسبب في ولادة هذه الأفكار ثم حسن تطبيقها وتنفيذها وتوظيفها عبر الإدارة الجيدة إذن هم كلمتان فقط خلاصة هذه الشركات أفكار جديدة وتفكير جيد وطموح.
محفزات الإبداع والابتكار
إن التفكير الابتكاري والإبداعي أصبح سمة من سمات العصر ويدرس اليوم في مدارس بعض البلدان الأجنبية. وطرق التعليم الحديثة تركز على تطوير التفكير وأنماطه وأساليبه وإثراء مهاراته، لأنه بالتفكير الصحيح والسليم تتقدم الأمم. ولم يعد الأمر فقط في تدريس بعض العلوم وحفظ المعلومات والنظريات. بل وكيف تكتشف نظريات وتنشئ برمجيات جديدة في الحاسوب والاتصالات، وكيف تكتشف وتصل إلى معلومات جديدة لا أن تدرس فقط العلوم القديمة حتى تنشئ جيلًا مبدعًا وليس جيلًا مقلدًا.
وعن إمكانية أحداث طفرة في الإبداع والاهتمام بالمبدعين والموهوبين والوصول بهم إلى الإبداع والابتكار في أوقات قصيرة ومحدودة يقول العالم المصرى أحمد زويل:
“وعلى مستوى المؤسسات، حين يعلم القارئ أن “كالتك” والتي حصدت أكثر من 30 جائزة نوبل، قد بدأت كمدرسة حرفية (مكان)، تعمل في حياكة الملابس، من الفساتين إلى قبعات الجنود الأمريكيين المحاربين حتى نهاية القرن التاسع عشر فقط وليس منذ العصور الوسطى أو عصر النهضة. وقد جاء شخص يدعى “روبرت ميليكان” وهو حائز على جائزة نوبل ليحول مدرسة الحياكة هذه إلى معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا عام 1920. وفي غضون عشر سنوات فقط من عام 1920 إلى عام 1930 أصبحت كالتك واحدة من قلاع العلم في العالم”.
تحسين البيئة التعليمية المحفزة للابداع والابتكار
إن طرق التدريس الحديثة كلها الآن تركز على شيء واحد هو تنمية التفكير وبالأخص التفكير الإبداعي والابتكاري. فنحن بحاجة إلى علماء يعملون في المعأمل والأبحاث، وليس إلى منظرين يعيدوا لنا قراءة ما اكتشفه الآخرون.
وهذا ما يجب أن نطبقه في المدراس التعليمية فعلى المعلم أن يمهد الطريق لطلابه للإبداع والابتكار، ولا يحظر عليهم ذلك فلا يعتبر أن الإبداع خروج عن النص وعن المألوف وعن الإطار العام للدرس أو تغييرًا في الحقائق أو النظريات. فعليه أن يفتح لهم مجال الأفكار الجديدة بغض النظر عن مدى صحتها وواقعيتها، فكل الواقع الذي نعيش فيه الآن كان خيالًا في السنوات السابقة، فيطلق لهم عنان التأمل والتخيل بل ويطلب منهم ذلك.
وكذلك يجب أن تكون المناهج مهيئة لهذا الأمر، وأن تتبناه الأنشطة المختلفة داخل المدرسة. وعلى المجتمع أن يتبنى التفكير الإبداعي والابتكاري وأن يكون هذا النمط من التفكير ضمن أنماط التفكير التي يقوم بها الإنسان.
فإن الطالب الذي يخطئ في حل مسألة رياضية أو معادلة كيميائية أو تطبيق نظرية هندسية أو في علم الفيزياء أو الجيولوجيا أو غيرها من العلوم التطبيقية. أو حتى النظرية مثل الفلسفة والمنطق أو العلوم الأخرى، لا يجب أن ننهره بل نشجعه أنه طبق فكرة جديدة حتى وإن لم يصل إلى النتيجة الصحيحة. فلا يجب أن يوصف صاحب الإجابة الخاطئة بأنه مخطئ. بل نقول إن النتيجة التي وصلت إليها ليست صحيحة، فحاول حتى تصل إلى النتيجة الصحيحة.
الاهتمام بالمبدعين والمبتكرين في مناهج وطرق التدريس
وعن الاهتمام بالمدعين والموهوبين يقول العالم المصرى أحمد زويل:
“وهنا أثمن ما قاله العالم الأمريكي جيمس كونانت الرئيس السابق لجامعة هارفرد في حديثه إلى صحيفة نيويورك تايمز “هناك وسيلة واحدة مؤكدة وثابتة لدعم ومساعدة تطوير العلوم وهي اختيار الموهوبين من الرجال والنساء ودعمهم بقوة، وتركهم يديرون أنفسهم بأنفسهم دون وصاية خارجية”.
إننا حينما نقدم معلومات للطفل في منهج ما علينا إلا نعطيه نتيجة هذه المعطيات، فلنجعله فهو يفكر ويتأمل ويتخيل كيف تكون النتيجة وفقًا لهذه المعطيات. وأيًا كان مدى صحة النتيجة التي يصل إليها يكفي أنه أعمل عقله وتفكيره في المسألة فهذا هو المهم يكفي أنه حاول وفكر وبحث. ويكون ودور المعلم في النهاية هو إبداء رأيه في توضيح أي فكرة وأي نتيجة هي الصحيحة.
“العلامة الحقيقية للذكاء ليست كم المعرفة بل هي القدرة على التخيل” آينشتاين
وإذا كان الأمر حول نقطة خلافية وغير ثابتة ولم يحسمها العلم بعد، أشرنا إلى ذلك، فتعتمد المناهج أسلوب النقاش والبحث والحوار بدلًا من أسلوب التلقين والمحاضرة والتقليد.
فما يقوله المدرس يوجد نفسه في الكتب، ونفسه يقوله الطالب بعد ذلك، ويكون هو الصحيح وما سواه خطأ (في الامتحانات).
اهمية الابداع في ريادة الاعمال وايجاد فرص عمل مناسبة للشباب
وبعد التخرج ربما لا يجد الطالب من قول مدرسه ولا كتبه التي تعلم من خلالها، وما حفظه، وما أجاب عنه في الامتحان، وحصل بسببه على شهادة نجاحه وتخرجه، لم يجد منه شيء مطلوبًا في سوق العمل بعد تخرجه، فيهرع إلى الدبلومات والدورات التدريبية حتى يكون مؤهلًا لسوق العمل بعد تخرجه، وربما ترك مجال دراسته كليًا، ليعمل في مجال آخر فهو غير مؤهل لاقتحام مجاله وإثبات نفسه فيه، بل وربما اكتشف العالم خلال هذه السنوات القليلة ما يمحي هذه المعلومات أو يثبت غيرها أو أن يجد على الأقل أن العلم تخطاها بسبب سرعة التغيير من حولنا، فيجد نفسه مضطرًا لتعلم الجديد من حوله حتى يستطيع مواكبة التغيير المطرد والنمو السريع ويجد لنفسه مكان في سوق العمل المكتظ من الأصل.
إن خصائص وقدرات وبرامج الحاسب الآلي التي ندرسها ونتعلم عليها، بعد سنتين ستكون قد تغيرت وأضيفت عليها خصائص أخرى، وربما خلال هذه الفتره وربما أقل نجد أن جيلًا جديدًا أكثر تطورًا وأكثر سرعة ودقة من هذا الحاسب قد ظهر. فكلنا نتابع كبرى شركات الحاسوب والهواتف، تقدم كل عام أفكار وإمكانيات أعلى من سابقتها وكل فترة يظهر علينا جيل جديد من الحواسب الآلية والهواتف الذكية، وقبل أن يفهم البعض مهارات استخدامه وقدراته يكون جيل جديد آخر قد ظهر.
المدرسة وادوات الابداع والابتكار
إن حصص الرسم والموسيقى في المدارس ليست فقط ترفيه أو تغيير في الحالة المزاجية عند الأطفال وقطع رتابة اليوم، بل هي أيضًا تنمية للإبداع لديهم، فإذا نظرنا إلى أبسط شيء (موضوع الرسم) الذي يرسمه الطالب في صفحة واحدة يحمل في طياته العديد من عشرات الأفكار الجديدة خاصه إذا سمح له بالتخيل ورسم ما يحلو له من أفكار أو تخيل ما سيكون عليه العالم بعد 50 سنة.
وكذلك حصة الموسيقى حينما يبدع الطفل بمقطوعات موسيقية جديدة وألحان من نسج خياله، ومثلها حصة المكتبة والقراءه والقصص الإبداعية والخيالية بجميع انواعها خاصة الخيال العلمي منها، كل ذلك قادر على تنميه الإبداع لدى الأطفال.
“إن تنمية مهارة الإبداع مثل الإبداع نفسه سهل ممتنع، سهل في أدائه وبسيط في تنفيذه، ولكنه في نفس الوقت ممتنع عن كل شخص لا يرغبه ولا يسعى إليه.”
يمكنك أيضا الاضطلاع على مراحل الابداع والابتكار
طرق التدريس الحديثة والابداع
إن سرد رأي واحد في المسألة خاصة إذا كان لها العديد من الآراء أو النظريات أو الفرضيات أو فيها العديد من الدراسات والأبحاث امر غير جيد، فلا يظن مؤلف الكتاب أنه يقلل من الحشو أو من كميه الكتاب أو من عدد صفحاته، أو حينما يقدم وجهة نظر واحدة هي الأكثر شيوعا أو شهرة أو ثبوتًا ويلغي وجهات النظر الأخرى، أنه يسهل العملية التعليمية بل يضر بها .
فحينما يرى الطالب أن للأمر الواحد العديد من وجهات النظر فإنه يتعلم ويكتسب مهارة النظر إلى الأشياء من عده جوانب ومن جهات مختلفه في الأمر الواحد. وينغرس في ذهنه أنه لا يجب أن يكتفي بحل واحد للمشكلة خاصة إذا كان يوجد لها حلول أفضل.
التنوع في عرض الاراء المختلفة لخلق فرص الابداع لدى الطالب
وأيضًا يتعلم أن الآراء الضعيفة (بعد بتوضيحها وتفنيدها) لا تقلل من قيمة أصحابها، خاصة حينما يريدوا الصلاح والخير في الأمر نفسه. ومن هنا يتعلم الطالب قاعدة أساسية يفرق من خلالها بين الرأي وصاحبه (فمن اجتهد وأصاب فله أجران ومن أخطأ فله أجر واحد) وهذا ما يدعوا إليه الخبراء النفسيين والتربوين. وهذا الأمر سيطبقه الطالب على نفسه عندما يرى فكرة جديدة في الطرح أصيله في العرض فإنه لن يتخوف من طرحها، لأنه يعلم أن الأفكار وإن أخطأ فيها لا تعني أنه هو المخطئ أو أن الخطأ فيه هو.
مقالات ذات صلة عن الابداع والابتكار
الفرق بين الابداع والابتكار
العلم والابداع
كيف تربي طفلا عبقريا