تنمية بشرية

الفرق بين الابداع والابتكار واهم صفات الشخصية المبدعة

الفرق بين الابداع والابتكار

الفرق بين الابداع والابتكار؟
هل تؤمن بالابتكار والإبداع؟
وما هي درجة إيمانك به؟
سنتعرف في هذا المقال بالتفصيل عن تعريف الإبداع والابتكار والفرق بين الإبداع والابتكار، وأن الإبداع هو بوابة الوصول للإبتكار. وكذلك سوف نتناول في هذا المقال الوافي والمهم عدة عناصر عن مراحل الإبداع والابتكار، وأيضا عن صفات وسمات التفكير الابتكاري وكيف تتعامل وتبني طفلا مبدعا، وأخيرا عبارات ملهمة عن التفكير الابتكاري والابداعي.

الفرق بين الابداع والابتكار

1- تعريف الإبداع 

الإبداع هو القدرة على استخدام المهارات العقلية لإيجاد أفكار ورؤى جديدة ومبتكرة ، خارجة عن المألوف والنمطية.
كما يجب التأكيد على أن الإبداع ليس سلوكاً وراثياً، وإنما سلوكا مكتسبا قابل للتعلم والتطوير لدى الأفراد وهو لا يقتصر على فئة دون اخرى.

كما يمكن وصف وتعريف الابداع بأنه مهارة إيجاد الأفكار وحلول للمشكلات بطريقة خارج الصندوق وخارج التفكير التقليدي، فهي دائما تكون أفكاراً مستحدثة وفريدة من نوعها.

2- تعريف الابتكار

 يُعرّف الابتكار بأنّه قدرة الفرد على إيجاد أفكار مبدعة، أو أساليب غير تقليدية، أو مفاهيم جديدة، ومن ثم تنفيذها بطريقة جديدة غير مألوفة، لتحويلها إلى ناتج ملموس اما منتجات او تقنيات لغرض محدد ومعين مستحدث لم يكن موجودا من قبل.
أي ان الابتكار هو الاستخدام العملي والتنفيذي للأفكار الإبداعية وتحويلها إلى شيئ ملموس واخراجها من مجرد انها افكار جديدة مبدعة.

مفهوم الإبداع والابتكار:

يمكننا أن نصل إلى تعريف للتفكير الإبداعي والابتكاري كما عرفه المفكر تورانس Torrance

التفكير الابتكاري Creativity: هو عملية الإحساس بالمشكلات والثغرات في المعلومات والعناصر المفقوده، ثم إنتاج أكبر قدر من الأفكار الحرة حولها، ثم تقييم هذه الأفكار واختيار أكثرها ملاءمة، ثم وضع الفكرة الرئيسية موضع التنفيذ بعرضها على الآخرين.

ويمكننا ان نصل الى أن مفهوم الابتكار والإبداع ليس فقط مجرد مهارة في التفكير أو نمط يجب أن يطبقه الإنسان في تفكيره، بل هو أكبر من ذلك، فهو طاقة عقلية وموهبه شخصية (حتى وإن كانت متفاوتة بين البشر).
فهو مثل باقي الطاقات والقدرات والمواهب الأخرى، تريد أن تخرج إلى النور، عبر ممارستها وتطبيقها، فلا يمكنها أن تظل كامنة أو مدفونة دون استخدام أو تفعيل.

وعبر هذا التوصيف يمكننا أن نصل الى ابعد من ذلك أن الابتكار (حاجة) من حاجات الإنسان لابد من إشباعها وتلبيتها.
فكما أن للإنسان حاجات نفسية وجسمية وغرائز يجب إشباعها، توجد أيضًا حاجات عقلية مثل: الوصول إلى  المعرفة وفهم الأشياء، واستبيان الغامض منها حتى تتضح، ومن الحاجات العقلية أيضًا الحاجه إلى الابتكار والإبداع.

لأن العقل في غير الابتكار والإبداع يكون مقيدًا بسلاسل التقليد والتكرار والآراء المسبقة والالتزام بما هو موجود ومثبوت.

أما في التفكير الابتكاري والإبداعي يكون العقل حرًا فحيثما تصل الأفكار، يولد الإبداع والابتكار. فيكون التفكير مثل الغريق الذي يريد أن يخرج من الماء ليتنفس الصعداء. وإذا لم يبدأ العقل بتحقيق ملكاته وقدراته الإبداعية والابتكارية شعر الفرد بالقلق والتوتر والضيق، حتى يشبع رغبته في الإبداع.

مقارنة بين الابداع والابتكار
( الفرق بين الإبداع والابتكار PDF )

الإبداع الإبتكار
القدرة على إيجاد واستحداث أفكار جديدة مبتكرة القدرة على تنفيذ الأفكار التي تم التوصل إليها بأسلوب جديد غير اعتيادي
الإبداع ناتج عن التفكير والتخيل لإنتاج الأفكار الجديدة والمتطورة الابتكار ناتج عن تنفيذ الافكار وتحويلها لشيء ملموس من خلال العملية الإنتاجية
يتسبب الإبداع في ولادة أفكار جديدة متطورة يتسبب الإبتكار في إيجاد شيء ملموس على أرض الواقع يكون جديداً وفريداً مثل منتجات او خدمات
في الغالب يكون من الصعب قياس نسبة نجاح الإبداع من السهل قياس درجة الابتكار ونسبة نجاحه؛ حيث إنّه يتعلّق بالإنتاج
لا تحتاج  ولا تتطلب عملية الإبداع إلى مال لأنها مجرد رؤى وأفكار يحتاج الابتكار ويتطلب مالا من اجل القيام بتنفيذ الاطروحات والافكار الجديدة،
لا توجد مخاطرة في عملية الإبداع يوجد احتمالات فشل أو عدم القدرة على تنفيذ هذه الأفكار الجديدة وتحويلها لإنتاج مبتكر ومتطور

 

مفاهيم خاطئة عن الابداع والابتكار 

  • قد يقع البعض أسير لأوهام وتربية خاطئة لا تهتم بالتفكير والإبداع، فتضيعه في مهده وتتحول بدلًا من صديق يمده بكل ما هو جديد إلى عدو يخوفه من التغيير.
  • أو يعتقد أن الأمان في الثبات والركون فيخشى الحداثة أو التجديد.
  • أو أن يعتقد البعض أن الإبداع مبني على هدم ما هو قديم أو ثابت أو أنه صعب وبعيد المنال.
  • أو أن يرى أن الإبداع يكون فقط عبر أشياء جديدة بالكامل وهذا خطأ (فالإبداع يكون عبر أفكار جديدة، وأيضًا تطوير لكل ما هو موجود) فكل ذلك إبداع وابتكار.
  • أو قد يعتقد البعض أن الإبداع والابتكار لفئة معينة ذات موهبة خاصة وفذة، وأن الخبراء والعباقرة هم فقط من لهم الحق في البحث والتنقيب عن كل ما هو جديد.
  • أو أن يعتقد أن التفكير الابتكاري ليس عمليًا فهو نوع من الخيال غير قابل للتطبيق. رغم أنه يسمع بأذنه ويرى بعينه بل ويذهب بنفسه لشراء كل ما هو جديد وما أنتجته يد الابتكار والإبداع، بل ويتباهى به كأنه هو من قام باختراعه أو تطويره أو أضاف المميزات المتطورة له.

ما هي صفات وسمات التفكير الابتكاري؟

الفرق بين الابداع والابتكار
كيف تربي طفلا مبدعا

التفكير الابتكاري هو ذلك النوع من التفكير الذي يتسم بالصفات الآتية:

1- الحساسية الفائقة للمشكلات.

2-التفاعل المستمر والواعي مع الواقع.

3- الطلاقة، بمعنى إنتاج عدد كبير من الأفكار في وقت قليل.

4- المرونة، بمعنى القدرة على تغيير زاوية التفكير من دون تزمت أو جمود.

5- قدرة عالية على تقويم الأشياء وإدراك نواحي النقص والقصور فيها.

ويتسم صاحب هذا النوع من التفكير بقدرة كبيرة على التخيل والتصور والتأليف والتركيب والبناء، وإيجاد علاقات جديدة وتفسيرات متميزة لفهم الواقع والتعبير عنه، وتغييره إلى الأفضل.

وتتسم شخصية صاحب هذا النوع من التفكير بالإصرار والمثابرة والميل إلى التجديد والمخاطرة وحب الاستطلاع والتجربة والاطلاع.

إن البيئة المحيطة بالشخص إما تساعد على ظهور الابتكار وتعمل على بقائه واستمراره، أو قد تمنع ظهوره واستمراره ولا تشجع إلا على التبعية والتقليد والنقل والمحاكاة والتواكلية والسلبية.

أساليب وطرق الإبداع والابتكار

ماهية الإبداع والابتكار:

  • على الرغم من أن الإبداع Creation / Innovation  يمثل حقيقة الوجود الحضاري  للإنسان منذ أن خلقه الله على هذه الأرض، إلا أن بحث الظاهرة الإبداعية بالشكل العلمي جاء متأخرًا إلى حد كبير.
  • يقول ألكسندرو روشكا إن الإبداع عملية معقدة جدًا، ذات وجوه وأبعاد متعددة. ولهذا يبدو من الصعب الوصول إلى  تعريف لها، محدد ومتفق عليه.
  • إن الإبداع والابتكار عملية عقلية معقدة أهم مبادئها التحرر من قيود التفكير التقليدي والعادي، والتحرر من الخبرات والآراء المسبقة، والتحرر من مجرد البحث للوصول إلى حل مباشر للمشكلة. ثم الخروج من ذلك كله إلى التأمل والتخيل والتصور، بغض النظر عن النتائج التي سيصل إليها العقل، فيكون التفكير الحر والمبني على التأمل والتخيل، هو نفسه غاية وليست وسيلة فقط للوصول لنتائج معينة أو حلول لمشكلة ما.

الفرق بين الإبداع والابتكار وبين التفكير العادي

وهذا هو الفرق بين الإبداع والابتكار وبين التفكير العادي، حيث التفكير العادي والتقليدي يسير فيه العقل وفق اتجاه معين وهو الوصول لأمر ما أو هدف ما لإنجاز مهمة معينة ومحددة وهذا يقيد العقل ويحد من ملكاته. أما الإبداع فهو لا يعرف ما سيجد بعد التأمل والتصور، وقد لا يهمه ما هو بالتحديد الذي سيجده فإن العقل يكون متحررًا في التفكير تسبح الأفكار فيه كيفما تشاء. وهذا يعطي لملكات الإنسان القوة في الظهور والحضور ويكون الطريق مفتوحًا للإلهام، حتى يمتزج مع ملكات الإنسان، فتجد الأفكار الجديدة مكان ومجال تولد فيه.

كيف تكون حالة العقل في الابداع والابتكار

اننا نجد أن العقل ينفعل كاملا مع الحدث أو المسألة وهذا الانفعال يكون ذهنيًا ووجدانيًا، أي أن الإنسان يشعر بأبعاد المشكلة فيصل إلى أعماقها ويتعرف على أدق تفاصيلها.
ومن هنا يجب أن تتوافر لدى الإنسان رغبة قوية في التفكير فيلتف الإنسان حول الفكرة الأساسية، لا أن يسمح لها أن تقوده وتلتف حوله وتسيطر عليه، فلا تكون قراراته ووجهة نظره مبنية على فكرة معينة بغض النظر عن صحتها أو أهميتها.
وهذا ما يحدث مع البعض يكون تحت تأثير فكرة معينة ولا يرى غيرها لأنه أوقف التأمل والتخيل وأصبح تفكيره محدودًا يرى الأشياء من زاوية واحدة أو عبر نظرة ليس فيها إبداع أو تجديد أو ابتكار.

يقول آينشتاين عن الخيال “الخيال أكثر أهميه من المعرفة لأن المعرفة محدودة بينما الخيال لا حدود له يلف العالم كله” .

الإنسان بصفة خاصة هو من يتميز بإلابداع:

  • إن الإنسان هو من لديه فقط القدرة على الإبداع:
    إن الإبداع هو واحد من أهم وأكبر المميزات والنعم التي ميز الله بها الإنسان عن غيره، فانظر الى دودة القز تنسج خيوط الحرير بنفس الطريقة وعلى نفس المستوى من الدقة منذ وجدت، وتسير بنفس النمط دون تعديل أو تطوير.
  • إن الإنسان ما عليه إلا أن يطلق لنفسه العنان للوصول إلى أقصى درجات الإبداع والابتكار العلمي والثقافي، فيستخدم عقله ويسعى إلى  تفتح ملكاته ويخرج من أثر النمطية إلى بحور الفن والإبداع والابتكار.
  • إن هذه القدرات والإبداعات هي التي تميز الإنسان عن غيره من سائر المخلوقات.
    ولكن السؤال هنا هل هذا التميز يخص بعض من الناس دون غيرهم؟ أم أنه يشمل جميع البشر؟
  • إن من يحدثون هذا الفارق بين الإنسان وسائر المخلوقات هم الذين يفعّلون هذه الميزة التي ميزهم الله بها عن خلقه. فهم يعرفون معنى الإبداع والابتكار ويدركون قيمة وعلاقة العلم والابداع، وقبل كل ذلك قيمة أنفسهم وقدراتهم الهائلة في تحقيق المعجزات حينما يريدوا ذلك.

تنمية القدرات والذكاء لخلق الإبداع:

هناك أشياء وهبها الله لنا وجعل لنا قدر في تنميتها، بل وجب علينا ذلك وإلا ظلمنا أنفسنا قبل أن نظلم غيرنا، وأول هذه الأشياء الذكاء وقدراتنا ومهارتنا. لقد جعل الله لكل إنسان منا قدرًا معينًا من الذكاء وجعل لنا القدرة على تنمية هذا الذكاء وتطويره. وكذلك مهاراتنا وقدراتنا ومواهبنا يمكن تطويرها وثقلها، ومن رحمة الله بنا أنه إذا كان لأحد الأشخاص ضعف في بعض المهارات والقدرات عن غيره، ستجد أن الله ميزه في مهارة أخرى. ومن الفطنة والذكاء أن يعمل الإنسان على المهارات والموهبة التي أعطاها الله له، فينميها وهذا سر الاختلاف بين البشر.

“إن ما يميز الإنسان كونه أول خليقة تقف وتحرك يديها وتتكلم، وبقيت كل الحيوانات تمشي أو تزحف على الأرض. وقد منحت هذه الصفات فرصة عظيمة للتميز والإنجاز. غير أن أهم ما يميز الإنسان عن الحيوان هو عدد خلايا المخ والقدرة الذهنية، وهذه المقدرة ليست مرتبطة بحجم الجمجمة.. وقد وجد الباحثون أن مخ آينشتاين كان صغيرًا!

إن هذا المخ المتميز عن مخ الحيوان هو الذي صاغ طريق الإنسان في البحث عن المعرفة، ولو لم يكن عندنا ذلك العقل الأكثر قوة من أي حيوان لما كنا قد استطعنا أن نصل إلى ما وصلنا إليه من ابتكارات واختراعات”.

تنمية الابداع

إن الفروق الفردية التي نجدها بين الطلبة وتميز كل واحد منهم عن الآخر، لا يجب أن نعتبرها إنقاص من أحدهم، بل كل متميز في مهارة عن الآخر، وليس علينا أن نقول هذه المهارة أفضل من غيرها، أو أن هذا الطالب أذكى أو أفضل من غيره. فقد يكون أحدهم يتميز بمهارة الطلاقة واللباقة في الكلام والقدرة على التعبير، واحدهم لديه المهارة في فك وتركيب الأشياء الصغيرة والدقيقة، ومنهم من لديه مهارة التفكير الجيد والفعال، ومنهم من لديه مهارة الإبداع عمومًا، ومنهم… ومنهم… فالتفوق ليس فقط في الإجابة عن المعلومات داخل صفحات الكتاب أو المنهج الدراسي، فهذا الاختلاف سيكون فيما بعد سببًا للتعاون والتآلف وأن يكمل كل واحد منهم الآخر.

إن الحياة لا تكون بدون تطوير ولا تغيير، وهذا لن يكون بدون إبداع أو ابتكار. وذلك عبر ولادة أفكار جديدة والوصول إلى بدائل متعددة وخيارات متنوعة، وهذا لن يتم إلا بالتفكير المبني على التأمل والتخيل فيحصل الإبداع.

وإذا تركنا التأمل والتفكير والتخيل، نكون مثل من يريد أن يعيش في الحياة بدون ماء أو هواء أو غذاء فيكون مصيره الفناء، وكذلك الحياة لا تستقيم بدون تجديد وتغيير بناء.

الإبداع ظاهرة إنسانية عامة وليست حكرًا على أحد:

يشير عبد المعطي عساف إلى أن الإبداع ظاهرة إنسانية عامة وليست ظاهرة خاصة بأحد؛ فهو ليس حكرًا على الخبراء والعلماء والإخصائيين. وقد لا يحتاج، وبخاصة في مراحله الأولى، إلى المعدات والإمكانات الكبيرة.. فأي إنسان عاقل وسوي تنطوي مقومات شخصيته على نويات أو عناصر إبداعية، بغض النظر عما إذا كان الفرد يعي ذلك أو لا يعيه.

وتختلف هذه المقومات والعناصر الإبداعية من شخص إلى آخر حسب الفطرة التي فطره الله عليها، وحسب الظروف البيئية التي يعيش في وسطها ويتفاعل معها. وقد تعمل هذه الظروف على ثقل وتنمية هذه العناصر الإبداعية أو قد تحبطها.. بمعنى أن الإبداع نتاج عوامل وراثية (موروثة) وعوامل بيئية (مكتسبة). إلا أنه في بعض الأحيان يكون للعوامل الوراثية دور مميز، وبخاصة في مجالات الإبداع الفني مثل: الرسم والغناء والموسيقى، تلك التي تحتاج إلى استعدادات خاصة.

الابداع استعداد فطري لدي الجميع

إن الإبداع والابتكار كما ذكرنا ليس حكرًا على أحد أو على فئة معينة بل هو استعداد فطري لدي الجميع، ولكنه يزداد بالممارسة والتدريب وينمو بالاهتمام والتركيز. كما أنه ليس ماركة مسجلة بالمبدعين أو المخترعين أو العباقرة، ولكنه أيضًا ليس هبة أو منحة  يمكن أن نوزعها فيما بيننا على أصحابنا أو أصدقائنا بل هو سعي وجهد وعمل وتنمية مهارات وقدرات وهبها الله للبشر وأمرهم باستغلالها لعمارة أرضه واكتشاف آياته الكونية ، وهذا نفسه ما قاله أبو المخترعين والعباقرة (إديسون).

“العبقرية 1 في المئة و99 في المئة عرق”.

تربية الأطفال والابداع

وبعد معرفتنا بأهمية الإبداع والابتكار وتنوعه وأنه ليس حكرًا على أحد بل هو استعداد فطري وهبه الله للبشر وما عليهم إلا تفعيله وتنميته، يجب علينا تربية أولادنا على الإبداع، وعدم قتل هذه الموهبة لديهم عبر (لا تلمس هذا الشيء، لا تمسكه، لا تسأل أسئلة غريبة) والشيء نفسه حينما لا نهتم بإعطاء إجابات حقيقية وصحيحة لهم، إما لتجاهلنا لهم أو ظنًا أنهم لا يدركون شيئًا، أو نعتقد أنها فوق قدراتهم، وكل هذا يؤذي الأطفال ويؤخر في تنمية مهارة الإبداع لديهم.

وكذلك إذا كان الطفل يقوم بفك بعض الأشياء لا ننهره، بل نطلب منه إعادة تركيبها مرة أخرى أو أن نأتي بأشياء ليست ذات قيمة فنعطيها لهم حتى يتمكنوا من ممارسة هذه المهارة ونشجعهم أيضًا حتى يمكنك ان تبني وتصنع طفلا عبقريا.

أهمية الإبداع لمواكبة سرعة التغيير:

العلاقة بين ريادة الأعمال والإبداع والابتكار ppt

“لا يمكنك أن تسأل العملاء ما الذي يريدونه الآن ثم تحاول توفيره لهم، فبحلول الوقت الذي تتمكن فيه فعلًا من صنع وتقديم ما طلبوه ستجدهم يريدون شيء أحدث”. ستيف جوبز.

إن كمية المعلومات على مستوى العالم تتضاعف كل خمس سنوات والعديد من النظريات والأبحاث والدراسات الجديدة يصل إليها العلماء في العام الواحد، وقدرات الحاسب الآلي وقوته تتضاعف كل سنتين ومن لم يساير هذا التطور بأفكار جديدة من عنده مثل الآخرين فإنه سيكون مستهلكًا وليس منتجًا، مقلدًا وليس مبدعًا، مترجمًا وليس مؤلفًا، تنقل إليه العلوم والمعارف على حسب هوى صاحبها، يعطيه منها ما يشاء ويحجب عنه ما يشاء، وهذا كله لتوقفه عن الإبداع والابتكار.

إن المبتكرين والمبدعين هم الذين غيروا وجه العالم و مجرى التاريخ، فإن التكنولوجيا الحديثة والرفاهية العالية التي يعيشها العالم الآن وسهولة التنقل والسفر، بل والوصول إلى القمر والمريخ واستغلال الموارد الطبيعية في الحياة، كل ذلك ما كان ليكون لو لم يكن هناك مبدعين ومبتكرين ومخترعين. .

وأخيرًا:

لولا الإبداع والتطور والأفكار المتجددة بصفة دورية ومتواصلة لأصاب الحياة الجمود والركون والثبات، ومن ثم وصلت إلى المرض مثل الماء الراكد تنمو فيه الطحالب وتكثر فيه الملوثات والجراثيم ولا يصلح للشرب أو الاغتسال أما الماء الجاري فهو يطهر نفسه تلقائيًا. وكذلك الإنسان يجب أن يتبنى دائمًا الأفكار المتجددة ويتبنى الإبداع والابتكار الذي تنعم به البشرية وتسعد به كل على حسب قدراته وملكاته ومهاراته.

المهم أن نسعى جميعًا إلى الإبداع والتطوير والابتكار وننمي هذه المهارات، وأن يضع الإنسان الإبداع والابتكار هدفًا في حياته وضمن نطاق خياراته وقدراته.

“فمن لا يؤمن بقدرته على السباحة في نهر صغير كيف سيرضى أن يجتاز بحر عميق”.

وكذلك الإبداع من لا يؤمن به وقدرته على الإبداع كيف له أن يسبح في بحوره ويعبر إلى شواطئه.

فعلى كل شخص ممارسة هذا النمط من التفكير والتركيز عليه وبذل الجهد والوقت للوصول إلى الإبداع والابتكار ثم التميز به فيحقق من خلاله النجاح الذي يريده.

موضوعات ذات صلة عن مراحل الابداع والابتكار

عبارات عن الابداع والابتكار:

“المعرفة وحدها لا تكفي يلزمها التطبيق، الإرادة وحدها لا تكفي يلزمها الفعل” جوته.

وعن الخيال يقول آينشتاين “الخيال أكثر أهمية من المعرفة لأن المعرفة محدودة بينما الخيال لا حدود له يلف العالم كله”.

“العلامة الحقيقية للذكاء ليست كم المعرفة بل هي القدرة على التخيل”. آينشتاين.

المنطق سيأخذك من النقطة “أ” إلى النقطة “ب” أما الخيال سيذهب بك إلى أي نقطة”. آينشتاين.

“العبقرية 1 في المئة و99 في المئة عرق “. إديسون.

“ليس الأمر أني عبقري كل ما هنالك أني أجاهد مع المشاكل لفترة أطول” ألبرت آينشتاين

“الجهد المتواصل وليس الذكاء أو القوة هو مفتاح إطلاق قدراتنا الكامنة” ونستون تشرشل.

“أنا أفكر وأفكر لشهور وسنوات في 99 حالة تخيب نتيجة تفكيري، لكنها تصيب في المرة المئة”. ألبرت آينشتاين.

“ليس لي موهبة خاصة أنا فقط فضولي، متحمس، محب للتعلم باستمرار”. آينشتاين.

“إذا فعلنا كل الأشياء التي نحن قادرون على فعلها لأذهلنا أنفسنا” إديسون.

يقول آينشتاين “ليس لي موهبه خاصة أنا فقط فضولي، متحمس، محب للتعلم باستمرار”

” الابتكار والإبداع هو ما يميز بين القائد والتابع”. ستيف جوبز

ويقول أحمد زويل عن تميز الإنسان عن غيره من سائر المخلوقات بالعقل والذكاء والإبداع والفارق بينه وبين غيره:

إن نجاح كالتك (معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا) في إنزال مركبة فضاء على سطح كوكب المريخ، كان يعني استغلال ذلك الفارق (تميز الإنسان) إلى أقصى مدى، فقد كانت الصور تأتي من المريخ (إلينا نحن في الأرض بسرعة الضوء، أي بسرعة ثلاثمائة ألف كيلو متر في الثانية، وقد استغرق الوقت لوصول الصور إلينا في كالتك (كاليفورنيا) نحو 10 دقائق أي أن المسافة هي عشر دقائق في 60 ثانيه في 300 ألف كيلومتر أي أننا نتحدث هنا عن ملايين الكيلومترات.. عند هذا الأفق في المكان كانت الصور تأتي، وعند هذه السرعة في الزمان كنا نستقبل”.

الخاتمة عن الابداع والابتكار :

إن خاصية البحث ليست من سمات الإنسان وحده، بل خاصية مشتركه بين كل الكائنات الحية، فالنبات يبحث عن الضوء ويميل تجاه الشمس، حتى الميكروب الذي يصيب الإنسان يبحث عن الغذاء، وكذلك الفيروس يبحث عن الغذاء داخل الخلية.

إننا كلنا نبحث، النبات والميكروب والإنسان. أحمد زويل.

وإن كان البحث سمة عامة في هذا الكون إلا أن الإبداع سمة خاصة بالإنسان وحده.

فالإنسان هو المخلوق الوحيد الذي لديه قدرة على الإبداع في هذا الكوكب، فإننا نجد أن الحيوان يولد مبرمجًا برمجة كأملة، فدودة القز تنسج خيوط الحرير بنفس الطريقة وعلى نفس المستوى من الدقة منذ وجدت.

إن الإنسان ما عليه إلا ان يطلق لنفسه العنان للوصول إلى أقصى درجات الإبداع والابتكار العلمي والثقافي. ويستخدم عقله ويسعى إلى تفتح ملكاته ويخرج من أثر النمطية إلى بحور الفن والإبداع والابتكار.

إن أهم ما يميز الإنسان عن الحيوان وغيره من المخلوقات هو عدد خلايا المخ والقدرة الذهنية، وهذه المقدرة ليست مرتبطة بحجم الجمجمة.. فقد وجد الباحثون أن مخ آينشتاين كان صغيرًا.

وعندما يكون الابتكار في المجالات الفنية والفكرية والأدبية واللغوية نطلق عليه لفظ الإبداع. أما عندما يكون في المجالات العلمية والمادية والتكنولوجية فنطلق عليه لفظ الاختراع.

إن الإبداع ظاهرة إنسانية عامة وليست ظاهرة خاصة بأحد؛ فهو ليس حكرًا على الخبراء والعلماء والإخصائيين. فأي إنسان عاقل وسوي تنطوي مقومات شخصيته على نويات أو عناصر إبداعية، بغض النظر عما إذا كان الفرد يعي ذلك أو لا يعيه.

كما الإبداع ليس ماركة مسجله بالمبدعين أو المخترعين أو العباقرة، ولكنه أيضًا ليس هبة أو منحة  يمكن أن نوزعها فيما بيننا على أصحابنا أو أصدقائنا بل هو سعي وجهد وعمل وتنمية مهارات وقدرات.

انظر حولك لترى الابداع والابتكار في كل شيء

  • انظر إلى إديسون الذي حاول أكثر من 250 مرة حتى اخترع المصباح الكهربائي، وأنه أجرى أكثر من10 الآف محاولة حتى وصل إلى الاكتشافات والاختراعات التي أبهرت العالم أجمع وما زالت البشرية تنعم بها حتى الآن.
  • انظر إلى كل ما هو حولك الآن ولم يكن موجودًا منذ 10 سنوات، ستري الكم الكبير والهائل الذي يصعب تقديره وإحصائه من التطور والتغيير.
  • حينما يصل رأس مال شركة واحدة في برمجيات الحاسب الآلي والهاتف (أبل) إلى أكثر من تريليون دولار (ألف مليار دولار)
  • فهذا يؤكد ويبرهن على قوة الإبداع والابتكار فهو ليس رفاهية.

 

  • ” الابتكار والإبداع هو ما يميز بين القائد والتابع”. ستيف جوبز
  • إن التعليم الذي يعتمد على التلقين والتقليد ولا يتبنى التأمل والتخيل ويدعمهم عبر تدريبات وممارسة حقيقية لن يصل أصحابه إلى شيء، وسيظل يكرر أصحابه ما وصل إليه الآخرون عبر التجارب والبحث والتنقيب في العلوم المختلفة.
  • ولولا الإبداع والابتكار لأصاب الحياة الجمود، وأصبحت كالماء الراكد تنمو فيه الطحالب وتكثر فيه الملوثات والجراثيم، أما الأفكار الجديدة فهي كالماء الجاري يطهر نفسه تلقائيًا.

والآن
نصائح عن الابداع والابتكار:

لا تدع مهاراتك وقدراتك وموهبتك حبيسة أدراجها فهي مثل الجوهرة تثقل وتقوى بالاحتكاك.

عدم التوقف عن الإبداع وميلاد أفكار جديدة ومبتكرة في العمل والبيت وفي كل موقف ومجال يتطلب ذلك.

لا تنس أنه يوجد نمط من التفكير اسمه التفكير الإبداعي والابتكاري.

علم أولادك واغرس فيهم حب الإبداع والابتكار فقد يكون أحدهم مبدعا أو مبتكرًا أو موهوبًا أو عبقريًا.

اختر (نعم)، (لا )

1-هل تغيرت رؤيتك وفكرتك عن الإبداع؟                (نعم)، (لا)

2-هل حياتك مليئة بالإبداع والابتكار؟                     (نعم)، (لا)

3-سأهتم بالإبداع والابتكار في حياتي.                       (نعم)، (لا)

4-سأتبنى دائمًا الأفكار الجديدة.                             (نعم)، (لا)

5-سأشجع من حولي خاصة أولادي على الإبداع والابتكار.(نعم)، (لا)

مقالات ذات صلة عن الابداع والابتكار
العلم والابداع
كيف تربي طفلا عبقريا
الإبداع والابتكار في التعليم

 

مقالات ذات صلة