ما هو الفرق بين الابداع و الابتكار والاختراع؟ وهل تؤمن بالابتكار والإبداع؟
سنتعرف في هذا المقال بالتفصيل عن تعريف الإبداع و الابتكار والفرق بينهما، وستدرك ان الإبداع هو بوابة الوصول للإبتكار عبر طرح افكار جديدة وحلول خارج الصندوق لم تكن موجودة مسبقا.
الفرق بين الابداع و الابتكار
1- تعريف الإبداع creativity
الإبداع هو القدرة على استخدام المهارات العقلية لإيجاد أفكار ورؤى جديدة ومبتكرة ، خارجة عن المألوف والنمطية.
كما يجب التأكيد على أن الإبداع ليس سلوكاً وراثياً، وإنما سلوكا مكتسبا قابل للتعلم والتطوير لدى الأفراد وهو لا يقتصر على فئة دون اخرى.
كما يمكن وصف وتعريف الابداع بأنه مهارة إيجاد الأفكار وحلول للمشكلات بطريقة خارج الصندوق وخارج التفكير التقليدي، فهي دائما تكون أفكاراً مستحدثة وفريدة من نوعها.
2- تعريف الابتكار Innovation
يُعرّف الابتكار بأنّه قدرة الفرد على إيجاد أفكار مبدعة، أو أساليب غير تقليدية، أو مفاهيم جديدة، ومن ثم تنفيذها بطريقة جديدة غير مألوفة، لتحويلها إلى ناتج ملموس اما منتجات او تقنيات لغرض محدد ومعين مستحدث لم يكن موجودا من قبل.
أي ان الابتكار هو الاستخدام العملي والتنفيذي للأفكار الإبداعية وتحويلها إلى شيئ ملموس واخراجها من مجرد انها افكار جديدة مبدعة.
مقارنة بين الابداع واﻻﺑﺘﻜﺎر
( الفرق بين الإبداع و الابتكار PDF )
الابداع | الابتكار |
الابداع هو القدرة على إيجاد واستحداث أفكار جديدة مبتكرة | الابتكار هو القدرة على تنفيذ الأفكار التي تم التوصل إليها بأسلوب جديد غير اعتيادي |
الابداع ناتج عن التفكير والتخيل لإنتاج الأفكار الجديدة والمتطورة | الابتكار ناتج عن تنفيذ الافكار وتحويلها لشيء ملموس من خلال العملية الإنتاجية |
يتسبب الإبداع في ولادة أفكار جديدة متطورة | يتسبب الإبتكار في إيجاد شيء ملموس على أرض الواقع يكون جديداً وفريداً مثل منتجات او خدمات |
في الغالب يكون من الصعب قياس نسبة نجاح الإبداع | من السهل قياس درجة الابتكار ونسبة نجاحه؛ حيث إنّه يتعلّق بالإنتاج |
لا تحتاج ولا تتطلب عملية الإبداع إلى مال لأنها مجرد رؤى وأفكار | يحتاج الابتكار ويتطلب مالا من اجل القيام بتنفيذ الاطروحات والافكار الجديدة، |
لا توجد مخاطرة في عملية الإبداع
|
يوجد احتمالات فشل أو عدم القدرة على تنفيذ هذه الأفكار الجديدة وتحويلها لإنتاج مبتكر ومتطور |
ما هو الفرق بين الابداع و الابتكار والاختراع
بعد ان تحدثنا عن مفهوم الابداع والابتكار سنتحدث الآن عن الاختراع و الفرق بينه وبين الابداع والابتكار:
الاختراع:
هو عبارة عن جمع للأفكار المبدعة والحلول المتبكرة الجديدة للوصول الى شيئ ملموسا منتجا او جهازا لم يكن موجودا من قبل قد تسفيد منه البشرية مثل مئات الالوف من الاختراعات على مر الذمن وقد يكون مضرا مثل بعض الاختراعات السيئة التي اضرت بالبشرية
وان الاختراع يمكن ان يوصف بأنه ليس فقط التطبيق العملي للابداع والابتكار في نقطة معينة بل قد يعتمد الاختراع على عدة افكار مبدعة وابتكارات عدة متنوعة للوصول الى اختراع يذهل الانسان نفسه ويتجاوز كل من الفكرة المبدعة التي قام عليها او الحل المبتكر الذي توصل اليه صاحبه
فالاختراع عموما يبني على ما سبقه من افكار وابتكارات وقد يكون الشخص المخترع هو نفسه صاحب الفكرة المبدعة والمبتكرة وقد يكون لا
فيأتي شخص اخر يكمل ويخرج لنا اختراعا بعد ان حول الفكرة المبدعة والحل المبتكر لصاحبه الى شيء اخر مبنيا على ما سبقه
وقد يكون اغلب الاختراعات مبنية على افكار اناس آخرين سبقو المخترع نفسه لاني العلم تراكمي في الاساس.
مفهوم الإبداع و الابتكار:
يمكننا ان نصل الى أن مفهوم الابتكار والإبداع ليس فقط مجرد مهارة في التفكير أو نمط يجب أن يطبقه الإنسان في تفكيره، بل هو أكبر من ذلك، فهو طاقة عقلية وموهبه شخصية (حتى وإن كانت متفاوتة بين البشر).
فهو مثل باقي الطاقات والقدرات والمواهب الأخرى، تريد أن تخرج إلى النور، عبر ممارستها وتطبيقها، فلا يمكنها أن تظل كامنة أو مدفونة دون استخدام أو تفعيل.
وعبر هذا التوصيف يمكننا أن نصل الى ابعد من ذلك أن الابتكار (حاجة) من حاجات الإنسان لابد من إشباعها وتلبيتها.
فكما أن للإنسان حاجات نفسية وجسمية وغرائز يجب إشباعها، توجد أيضًا حاجات عقلية مثل: الوصول إلى المعرفة وفهم الأشياء، واستبيان الغامض منها حتى تتضح، ومن الحاجات العقلية أيضًا الحاجه إلى الابتكار والإبداع.
لأن العقل في غير الابتكار والإبداع يكون مقيدًا بسلاسل التقليد والتكرار والآراء المسبقة والالتزام بما هو موجود ومثبوت.
أما في التفكير الابتكاري والإبداعي يكون العقل حرًا فحيثما تصل الأفكار، يولد الإبداع والابتكار. فيكون العقل مثل الغريق الذي يريد أن يخرج من الماء ليتنفس الصعداء. وإذا لم يبدأ العقل بتحقيق ملكاته وقدراته الإبداعية والابتكارية شعر الفرد بالقلق والتوتر والضيق، حتى يشبع رغبته في الإبداع.
مفاهيم خاطئة عن الابداع والابتكار
- قد يقع البعض أسير لأوهام وتربية خاطئة لا تهتم باالإبداع، فتضيعه في مهده وتتحول بدلًا من صديق يمده بكل ما هو جديد إلى عدو يخوفه من التغيير.
- أو يعتقد أن الأمان في الثبات والركون فيخشى الحداثة أو التجديد.
- أو أن يعتقد البعض أن الإبداع مبني على هدم ما هو قديم أو ثابت أو أنه صعب وبعيد المنال.
- أو أن يرى أن الإبداع يكون فقط عبر أشياء جديدة بالكامل وهذا خطأ (فالإبداع يكون عبر أفكار جديدة، وأيضًا تطوير لكل ما هو موجود) فكل ذلك إبداع وابتكار.
- أو قد يعتقد البعض أن الإبداع والابتكار لفئة معينة ذات موهبة خاصة وفذة، وأن الخبراء والعباقرة هم فقط من لهم الحق في البحث والتنقيب عن كل ما هو جديد.
- أو أن يعتقد أن التفكير الابتكاري Innovation ليس عمليًا فهو نوع من الخيال غير قابل للتطبيق. رغم أنه يسمع بأذنه ويرى بعينه بل ويذهب بنفسه لشراء كل ما هو جديد وما أنتجته يد الابتكار والإبداع، بل ويتباهى به كأنه هو من قام باختراعه أو تطويره أو أضاف المميزات المتطورة له.
ماهية الإبداع والابتكار:
إن الإبداع والابتكار عملية عقلية معقدة أهم مبادئها التحرر من قيود التفكير التقليدي والعادي، والتحرر من الخبرات والآراء المسبقة، والتحرر من مجرد البحث للوصول إلى حل مباشر للمشكلة. ثم الخروج من ذلك كله إلى التأمل والتخيل والتصور، بغض النظر عن النتائج التي سيصل إليها العقل، فيكون التفكير الحر والمبني على التأمل والتخيل، هو نفسه غاية وليست وسيلة فقط للوصول لنتائج معينة أو حلول لمشكلة ما.
الفرق بين الإبداع والابتكار وبين التفكير العادي
وهذا هو الفرق بين الإبداع والابتكار وبين التفكير العادي، حيث التفكير العادي والتقليدي يسير فيه العقل وفق اتجاه معين وهو الوصول لأمر ما أو هدف ما لإنجاز مهمة معينة ومحددة وهذا يقيد العقل ويحد من ملكاته. أما الإبداع فهو لا يعرف ما سيجد بعد التأمل والتصور، وقد لا يهمه ما هو بالتحديد الذي سيجده فإن العقل يكون متحررًا تسبح الأفكار فيه كيفما تشاء. وهذا يعطي لملكات الإنسان القوة في الظهور والحضور ويكون الطريق مفتوحًا للإلهام، حتى يمتزج مع ملكات الإنسان، فتجد الأفكار الجديدة مكان ومجال تولد فيه.
كيف تكون حالة العقل في الابداع والابتكار
اننا نجد أن العقل ينفعل كاملا مع الحدث أو المسألة وهذا الانفعال يكون ذهنيًا ووجدانيًا، أي أن الإنسان يشعر بأبعاد المشكلة فيصل إلى أعماقها ويتعرف على أدق تفاصيلها لإيجاد حلول لها.
ومن هنا يجب أن تتوافر لدى الإنسان رغبة قوية في التفكير فيلتف الإنسان حول الفكرة الأساسية، لا أن يسمح لها أن تقوده وتلتف حوله وتسيطر عليه، فلا تكون قراراته ووجهة نظره مبنية على فكرة معينة بغض النظر عن صحتها أو أهميتها.
وهذا ما يحدث مع البعض يكون تحت تأثير فكرة معينة ولا يرى غيرها لأنه أوقف التأمل والتخيل وأصبح تفكيره محدودًا يرى الأشياء من زاوية واحدة أو عبر نظرة ليس فيها إبداع أو تجديد أو ابتكار.
يقول آينشتاين عن الخيال “الخيال أكثر أهميه من المعرفة لأن المعرفة محدودة بينما الخيال لا حدود له يلف العالم كله” .
مقالات ذات صلة عن الابداع والابتكار:
العلم والابداع
كيف تربي طفلا عبقريا
الإبداع والابتكار في التعليم