علاج الخوف عند الاطفال، تعتبر مشكلة الخوف عند الأطفال من المشاكل الهامة للوالدين. والتي يبحثون دائماً عن حلول لها فيما بينهم أوبين الاصدقاء والأهل أو المحيطين بهم، وهي من أكثر المشكلات انتشارا عالمياً بين الاطفال خاصة صغار السن.
فالخوف اسلوب صحي وطبيعي، ولكن عندما يزداد ويتحول لسلوك غير مرغوب فيه سواء للطفل نفسه أو الوالدين. فهنا يجب التدخل لتعديله بأسلوب تربوي سهل وبسيط للطفل.
وإذا لم يستطع الوالدين من تعديله، هنا يصبح ضرورة اللجوء للأخصائي النفسي لتعديل السلوك لمعرفة أسبابه الغير واضحة وغير معروفة للوالدين. والتي غالبا يصعب على الطفل توضيحها بأسلوب يفهمه الوالدين. وذلك يعود لصغر سنه وعدم قدرة الطفل لصياغة الكلمات المناسبة التي تعبر عما يدور بعقله وتفكيره.
كما علينا ان نعلم ان الطفل لا ينزعج من شيء إلا إذا أظهر من حوله الانزعاج والخوف منه، فمثلا:
الطفل بصفة عامة لا يخاف من الظلام، ولكن حين تظهر الأم مثلاً او اخوته الخوف عند انقطاع النور. فهذا يتركز في ذاكرة الطفل الخوف من الظلام، حتى لو كان عمره عام واحد فقط وبالتالي سيخاف من الظلام.
فالطفل يأخذ كل التعليم والمعرفة في السنوات الخمس الأولى من العمر من المحيطين به، ثم تترسخ في تفكيره مدي الحياة. كالزرع الذي يبدأ في مد جذوره بالأرض منذ اول يوم توضع البذرة او الحبة في التربة. وكذلك اطفالنا لا يجب ان نستهين بعمرهم الصغير. ففي كل عام بل كل يوم تقوي هذه الجذور مما يصعب اقتلاعها. لذلك علينا تصحيح مفاهيم الأطفال قبل أن تؤثر عليهم وعلى مستقبلهم. فنحن نجد احياناً من الكبار من يخاف من ركوب الطائرة بسبب مخاوفه التي ربما تربى عليها وهو صغير.
تعريف الخوف عند الاطفال :
هو شعور بالرهبة والتوتر والضغط نتيجة موقف غريب للطفل لم يعتاد عليه. كما ان الخوف شعور نفسي منتشر بين الأطفال والكبار على حد سواء.
أسباب الخوف عند الأطفال واهم اشكال وصور هذا الخوف:
تختلف أسباب الخوف عند الأطفال باختلاف المرحلة العمرية لهم وسنعرض صور منها:
- في مرحلة الطفل الرضيع: فهو دائماً ملازم للوالدين، لذلك عند وجود غرباء يشعر بالخوف وعدم الأمان، ويتمثل ذلك عند ترك الوالدين له مع الأجداد أو الأقارب أو الأصدقاء للذهاب لشراء طلب ما لهم. او للذهاب للطبيب ورغبتهم في تركه بمكان آمن لهم وله عند الاهل لتجنب اخذه معهم.
- في مرحلة الأطفال الرضع الكبار: يظل معهم الخوف من الانفصال عن الوالدين والبعد عنهم، كما يظهر الخوف من الظلام، أوالصوت العالي في حال كلام أحد الوالدين بصوت مرتفع مزعج. أو لوجود ميكروفون بالمنطقة لحفل ما مثلا او في الافراح والمناسبات. حيث اننا نجد بعض الاطفال يصاب بالهلع والخوف الشديد، وهو معتاد على الهدوء. أو الخوف من النوم بمفرده في حال تعود الطفل على النوم بجوار الأم مثلاً.
- في مرحلة الطفل في عمر الحضانة: هنا يتجسد الخوف في البعد لفترات طويلة عن الوالدين حتى انتهاء موعد التعلم بالحضانة والرجوع للمنزل. كما ان ذلك يعود لكون الطفل لا يدرك الوقت ولا الزمن فغياب الأم ساعة عنده نفس مقدار الربع ساعة. وما يزيد الامر صعوبة وهو الشعور بالخوف من المدرسة او الحضانة نفسها لكونها مكان جديد لم يعتد عليه. وفي نفس الوقت أطفال جدد يتعامل معهم، منهم الهادئ ومنهم العدواني. مجتمع جديد من كل الجوانب وليس من جانب واحد كسابق عهده، عندما كان يتركه الوالدين عند أحد الاقارب او الاهل والجيران والذين اعتاد عليهم ويعرفهم.
صور اخرى من الخوف وهو الخوف من الحيوانات الاليفة، وذلك يعود حتما لخوف أحد الوالدين او الأخوة منهم فترك تلك الفكرة في ذاكرته.
علاج الخوف عند الاطفال :
توجد بعض الأساليب التربوية التي نتحدث بها مع الوالدين. في حال زيادة الخوف عند الطفل عن الوضع الطبيعي. لأن الوالدين هما الداعم الرئيسي للطفل أثناء العلاج وأحيانا الاخوة الكبار في حال كان هو الطفل الأصغر ومنها:
- التعامل العملي بطريقة صحيحة مع خوف الطفل:
وذلك من خلال تعليم الطفل أسلوب التعامل مع مشكلة سلوكية كمثال مشكلة الخوف من الحيوانات الأليفة مثل القطة والكلب والعصافير والارانب بمواجهة الخوف وعدم الاستسلام له. فنذهب مثلاً لمحل بيع الحيوانات الأليفة، ونجعله يلامس قطة صغيرة بدون ضغط منا. فقط نرشده، وإذا تشجع ولمسها او لاعبها نبتسم له ونريه أنها لا تفعل شيئاً تجاهه. وأن هذا الخوف زائد وغير مبرر وبدون سبب حقيقي سيضر الطفل او يؤذيه. - تعويد الطفل على التعامل مع مسببات الخوف بالتدريج والصبر بدلاً من تجنبها نهائيا والانسحاب من الموقف. كمثال: في حال خوفه من الصوت العالي للتليفزيون نفتح التليفزيون على الصامت وكل عشر دقائق نزيد الصوت بمقدار بسيط وهكذا حتى نصل للصوت مسبب الخوف فيعتاد ولا يخاف. ونفعل ذلك بشكل شبه يومي وعند مرحلة متقدمة نزيد الوقت لمرتين يومياً.
- مدح المهارات الجديدة المراد من الطفل تحقيقها والقابلة للتحقق في المرحلة العمرية التي يمر بها الطفل.
مثال ترتيب حجرته أو لعبة ما ففي عمر العامان والثلاث أعوام يقدر الطفل على اللعب او احضار الماء لنفسه فلا نهمل تمرينه على ذلك. مما يكسب الطفل الثقة بالنفس ويقلل من مخاوفه بصفة عامة ويشجعه على تجربة كل ما هو جديد ولم يكن يعرفه من قبل.
طرق اخرى يجب اتباعها
- احترام مشاعر الخوف للطفل والعمل على طمأنته ادخال مشاعر ايجابية بدل الخوف مثل الفرح والبهجة وادخال السرور عليه.
فمثلاً عند الذهاب لمكان جديد يجب أن نشجعه علي التجول معنا، بل نريه مميزات هذا المكان مثل منطقة لعب الأطفال وأن بها أطفال في مثل عمره، يمرحون ويلعبون ، ونطبطب عليه ونشعره بالأمان. ونأخذه من يده ونساعده على اللعب والاندماج مع العالم المحيط به. - التحدث مع الطفل في مسببات الخوف، حتى يستطيع الوالدين توضيح أن تلك المشاعر السلبية والمختلطة بأنها أكبر من حجمها ولا داعي لهذا الخوف والقلق، وذلك بأسلوب سهل وبسيط يفهمه الطفل.
- ضرورة الاستماع دائما لمخاوف الطفل، فذلك يساعد على تقديم الدعم والراحة النفسية للطفل.
فمثلا قد يكون الطفل وهو في المدرسة قد تعرض لسماع قصة مخيفة من أحد زملاءه واصحابه، أو يكون خوفه سببه قسوة معلمة المدرسة. أو ربما ضرب زملائه له من المراحل الدراسية الأكبر سناً في أتوبيس المدرسة. او اثناء تواجده في فترة الفسحة او الاستراحة. مما يسبب الكثير من الخوف للطفل فهو لا يراهم الا اعداء له يضربونه او يهينونه وهو قليل الحيلة امامهم. فلا يكون له ردة فعل الا الخوف منهم والابتعاد عنهم. ولايعلم لصغر سنه كيف يتصرف، فهو يريد من يفهمه ويستوعب خوفه، وأن يساعده على تخطي تلك المشكلة. وهنا يأتي دور الوالدين لمتابعة ابنائهم ومعرفة ما يسبب لهم الخوف سواء كان ذلك حقيقيا او لعدم ادراكه ونضوج عقله. - وكذلك يجب الانتباه ان احيانا يكون سبب البكاء والخوف هو جذب انتباه الوالدين له حتى يشعر بمجرد الامان معهم.
نصائح عامة للوالدين
إن خيال الأطفال واسع وبعض منهم عنده موهبة التخيل منذ الصغر، فيستطيع ان يروى أحداث وقصص من مخيلته وهي غير حقيقة. وفي ذلك العمر الصغير لا يستطيع الطفل.ان يفرق بين الخيال والصدق والكذب. وهذا دور التواصل بين الوالدين والمدرسة لخلق بيئة اجتماعية آمنة للتخلص من مخاوف الأطفال الحقيقة. وذلك عبر خطوات عملية وتفنيد الخيالات الغير واقعية من الطفل.
فعلى الوالدين دائماً الاستماع الجيد للطفل وفهم مشاعره ومحاورته والتحدث معه في كل ما يخيفه باستفاضة وصبر واعطائه الوقت الكامل لتوضيح ما يخيفه.
وأن يصل للطفل مدى حبهم واهتمامهم به، وبالأخص وقت ما قبل النوم حتى لا يتسبب هذا الخوف في أحلام مزعجة له. أو الدخول في مشاكل سلوكية أخرى مثل التبول اللاإرادي نتيجة الخوف من الظلام أو الأصوات الخارجية المخيفة له. كما عليهم ايضا محاولة طمأنته وأنهم موجودين دائماً بجواره.
هل يمكن علاج الخوف عند الاطفال ؟
يقول نورهولم “Seth Norrholm”، وهو أستاذ في علم النفس وعلوم الأعصاب السلوكية في جامعة واين ستيت في ديترويت، ميشيغان:
” أن التفكير في مرحلة ما قبل المدرسة أمر ملموس ورجعي جدا، ولكن مع تقدم الأطفال في السن تصبح قشرة الجبهة الأمامية أكثر تطوراً ويتعلمون من خلال التجارب الحياتية، لذلك يصبح من الأسهل التغلب على مخاوف الطفل في المرحلة العمرية الصغيرة، فإن موضوع الوحوش تحت السرير أو الضوضاء خارج نافذة غرفة نومهم تختفي كلما كبر الطفل، حيث يقول الأطفال أنهم أصبحوا قادرين على إدراك أن الوحوش ليست حقيقية، والضجيج هو مجرد فروع الأشجار القريبة من المنزل.
الخاتمة
واخيرا نؤكد على ان الطفل أنسان ذكي ولديه قدرة كبيرة على الاستيعاب والفهم. ويستطيع ان يدرك مشاعر الوالدين والمحيطين به له. كما ان التواصل المستمر مع طفلك لا يجعل منه طفلا خائفا او طفلا عنيدا. او غير واثق في نفسه او خجولا يؤرق ويتعب والديه.
علاج الخوف عند الاطفال pdf
للمزيد من المعلومات توجد عدة كتب pdf سنذكر منها كتاب علاج الخوف عند الاطفال pdf
==============================================
المقال من اعداد الكاتبة: نجلاء هيكل
اخصائية تعديل سلوك
ماجيستير تربية- الصحة النفسية
طرق التواصل ايميل: Naglahiekal@gmail.com
صدر للكاتبة كتاب (معا لتربية أطفال أصحاء نفسياً)