تنمية بشرية

مراحل الابداع والابتكار

مراحل الابداع والابتكار

سنتكلم في هذا المقال المفيد عن مراحل الابداع والابتكار بطريقة مختصرة ومبسطة حتى يستطيع القارئ ان يدرك كيف نصل الي الابداع والابتكار؟
وكيف يكون عقل الانسان في حالة الابداع ؟وماذا يدور بداخله حتى تخرج وتولد الفكرة المبدعة؟
وبالتالي يمكنه ان يثق في قدراته وامكانياته بعد فهمه أن الابداع عملية ممكنة. فهو يتم عبر خطوات متتالية عبر سلسلة واحدة من خلالها يولد المبدع أفكاره المبتكرة والفريدة.

مراحل الابداع والابتكار
( مراحل عملية التفكير الابتكاري والإبداعي) :

توجد أربع مراحل أساسية تمر بها عملية التفكير الابتكاري والإبداعي:

1-مرحلة الإعداد Preparation:

هي المرحلة الاولي التي تركز على صياغة وتحديد المشكلة وجمع الحقائق والمعلومات التي تعتبر ضرورية لإيجاد الحلول اللازمة للمشكلة الي يواجها.

2-مرحلة الحضانة Incubation:

وهي المرحلة التالية لمرحلة الاعداد حيث يقوم العقل بالبحث والتنقيب عن حلول لهذه المشكلة عبر دمج المعلومات والقياس والاستنتاج والتجريب والاختبار. وهي من اهم مراحل الابداع والابتكار واصعبها وفيها يكون الشخص إما (مبدعا). وهو  الذي يستطيع عقله الخروج من الأفكار التقليدية وطرح افكار جديدة (خارج الصندوق كما نقول) أو يكون شخص مقلدا.

3-مرحلة تبلور الفكرة:

هي المرحلة الثالثة التي يمكن ان نطلق  عليها مرحلة الإضاءة او الإشراقة او مرحلة الإدراك.
ففي هذه المرحلة ترد وتولد الأفكار الإبداعية مثل الوميض دون سابق انذار او توقع على عقل المبدع والمبتكر.

4 -مرحلة التحقق من صحة الفكرة:

وهي مرحلة التقييم والتحليل لهذه الافكار المبدعة. وهل هي بالفعل كفيلة بتحقيق مراد الانسان في حل المشكلة التي يواجهها او الهدف الجديد الذي يسعى لتحقيقه عبر افكار جديدة لم يسبقه احد قبله ولم يأتي احد بمثل ما اتى كالإختراعات التقنية.

مراحل الابداع و الابتكار
مراحل الابداع و الابتكار

كما أننا سنعرج على بعض مراحل الابداع والابتكار بوجهة نظر ما يدور من أسرار داخل عقل المبدع حتى تخرج الفكرة:

مراحل الابداع والابتكار وكيفية ولادة الفكرة داخل العقل البشري:

أولا: يكون التفكير الإبداعي عبر الانفلات من دائرة الفكرة الضيقة، والانطلاق إلى رحب أفكار أوسع، فيخرج الشخص من نطاق الزمن الحالي ومن نطاق المشكلة ذاتها التي يبحث لحل لها، فتنطلق الأفكار لديه من جميع الجهات.
ويتعامل بالمرونة الكافية حتى ينتقل من زاوية لأخرى. فيجمع بين الطلاقة في الأفكار، والمرونة في التفكير، ثم البناء على ما وصل إليه.
فلا تحكمه قوانين ولا تسيره نظريات، لأنه قد يصل بنفسه إلى نظريه جديدة أو قانون جديد، مثله مثل الذين سبقوه.

ثانيا: وحينما يتحرر العقل من كافه القيود تسبح الأفكار داخل عقله، وتنتقل من العقل الواعي (المدرك) إلى العقل اللاواعي (الباطن). حيث الأفكار أقل سيطرة وتحكم من الإنسان فتتبلور عبر ربطها مع بعضها.

ثالثا: وإن كانت الأفكار قد خرجت من نطاق سيطرة الإنسان إلى الفضاء الواسع داخل عقله. وان كانت ايضا هذه الافكار غير حاضرة ذهنيًا (وهذا يجعل الإنسان لا يشعر أنه يفكر فيها)، فإن هذا لا ينفي أنها في حالة مخاض حتى تخرج في وقتها بعد اكتمالها.

وهذا يشبه حينما ننسى أين وضعنا سلسلة المفاتيح أو إحدى الملفات المهمة أو المكان الذي تركناها فيه. هل في السيارة أم في أحد الأدراج، أم عند صديق، أم في مكان العمل؟
وحينما ننتهي من البحث بدون أن نجد شيئًا وننشغل بشيء آخر، (وبعد أن غابت الفكرة عن ذهننا)، نتذكر المكان الذي وضعناه فيه بالتحديد. وهذا ما نسميه الإلهام inspiration أو التنوير illumination.
وذلك حيث أن الفكرة وإن كانت غابت عن إدراكنا ولكنها موجودة في عقولنا. وهذا ما يحدث عندما تتبلور الفكرة أو الحل لدينا.
رابعا: وهنا تأتي المرحلة الاخيرة هي تبلور الفكرة وخروجها الى النور.

أهمية الابداع والابتكار:

إن الإبداع والابتكار كما يبدو لنا عملية عقلية معقدة كما عقل الإنسان نفسه، لم نصل حتى الآن إلى كيفية عمله كاملا أو إدراك وفهم تفاصيل التفكير كعملية عقلية كاملة ومكتملة.
إلا أننا يجب أن نوطن أنفسنا ونترك لها المجال للإبداع أيا كانت الطريقة. فلا نضع قيود للتفكير ونفسح الطريق للتأمل والتخيل وأن يكون لدينا رغبة وحاجة ماسة في أن نبدع ونستغل جميع قدراتنا العقلية وملكاتنا الفكرية.

“المنطق سيأخذك من النقطة “أ” إلى النقطة “ب” أما الخيال سيذهب بك إلى أي نقطه” آينشتاين.

” الابتكار والإبداع هو ما يميز بين القائد والتابع”. ستيف جوبز

إن ما وصلت إليه اليابان من تقدم وتطور في سنوات قصيرة بعد أن أنهكتها الحروب إلا عبر تبني الإبداع والابتكار من خلال ميلاد أفكار جديدة.

وهذا ليس فقط مع الدول بل أيضًا مع الأشخاص مثل بيل جيتس وستيف جوبز اللذين اعتمدا على أفكارهم الجديدة. فكلمة السر في هذا التطور والتقدم السريع هو الإبداع والابتكار مع الإخلاص والتفاني في العمل. فلا حل إلا بعودة التفكير الجيد والمتحرر من قيود السطحية والانغلاق إلى الانطلاق والبحث والتنقيب عن كل ما هو جديد.

مقالات ذات صلة:
الفرق بين الابداع والابتكار
كيف تربي طفلا عبقريا
الإبداع والابتكار في التعليم

مقالات ذات صلة

أضف تعليق