تعريف العلاقة السامة هي علاقة مؤذية، لا يستطيع فيها الشخص أن يكون على طبيعته، ولا أن يشعر بالراحة والطمأنينة مع شريكه. وكما توجد عدة أنواع العلاقات السامة في المقابل أيضا توجد العلاقات الإيجابية والطيبة والسليمة والمتزنة او ما تسمى بالعلاقات الطبيعية التي تسير بالفعل على الحب الحقيقي والإخلاص بين الطرفين دون خداع او مكر او استغلال او اذى نفسي ومعنوي. وهي كثيرة أيضا ولكن لا نـأخذ بالنا منها لأنها تسير وفق رغبتنا وسعادتنا وعلى النقيض توجد العلاقات السامة او الخاطئة التي يعاني منها البعض وربما الكثيرين سواء في البيت او العمل.
أنواع العلاقات السامة:
ويمكننا تحديد بعض العلامات التي تؤكد تواجد الشخص في علاقة كهذه، مثل: الشعور الدائم بالتهديد أو الذنب، وكذلك التعرض للإيذاء الجسدي والنفسي والتعرض للاستغلال، والتسلط والسخرية، وفي المقابل يشعر الضحية بالاستنزاف والضعف وبأنه يفعل الكثير تحت الضغط والمهانة، إنها علاقات تشعرك بالبؤس وتمتص طاقتك.
العلاقات السامة وأنواعها وكيفية التعافي منها
حين ندخل في علاقة جديدة نتطلع إلى الشعور بالأمان، وتجعلنا الرغبة في الشعور بالحب والسعادة، وأيضًا الإصرار على إكمال العلاقة، أن نتخيل أنفسنا في سكينة وأمان مع من نحب، ونبدأ في الثقة بالطرف الآخر حتى من قبل أن نعرفه جيدًا، إنها بعينها (حلاوة البدايات)، ولكن لا تأتي لنا الدنيا كما نرغبها، بل تأت كما هي حقيقةً، وقد انتشرت مؤخرًا مصطلحات مثل: علاقات سامة، شخصيات توكسيك (toxic)، و (red flags)، فهل المفاهيم المرتبطة بهذه المصطلحات في أذهان المجتمع سليمة أم تحتاج لبعض التصحيح؟ دعونا أولًا نحاول أن نتعرف على العلاقات السامة، وكيفية التعرف عليها وأنواعها، وكذلك ماهي الشخصيات المعرضة لأن تكون ضحية في علاقة مؤذية؟ وكيفية التعامل مع هذه النوعية من العلاقات، وكيفية الانسحاب منها؟ وهل هي علاقة إدمانيه من أحد الطرفين أو كليهما؟
أنواع العلاقات السامة بين الفئات المختلفة:
توجد أنواع كثيرة من العلاقات السامة بين فئات مختلفة في المجتمع بداية من العلاقات السامة بين الأصدقاء و العلاقات السامة بين الزوجين – العلاقات السامة في العمل – العلاقات العاطفية السامة – علاقة حب سامة.
ولا يمكننا ان نصف أي من هذه الأنواع هو الأخطر او الأكثر انتشارا فقد تختلف من مجتمع لأخر. فنجد ان في المجتمعات المحافظة ان (العلاقات العاطفية السامة – علاقة حب سامة ) اقل انتشارا وخطورة بسبب طبيعة هذه المجتمعات على العكس مع المجتمعات المنفتحة.
وكذلك أيضا المجتمعات المترابطة والأكثر التزاما واتزانا نجد ان العلاقات السامة بين الزوجين اقل من المجتمعات المفككة. لذلك نجد ان ديننا الحنيف ركز على هذه النقطة في انشاء اسرة ناجحة ومتكافئة بداية من اختيار الزوج للزوجة والعكس حتى لا تحدث انتكاسات سيئة بسبب مثل هذه العلاقات السامة التي للأسف نجدها في بعض الأماكن.
ما هي أنواع العلاقات السامة على حسب الأشخاص ؟ وكيف يمكننا معرفة إذا كنا متورطين فيها؟
دعونا نسرد لكم بعض أنواع العلاقات المؤذية…
1. علاقة تغلب عليها السيطرة من أحد طرفي العلاقة على الطرف الآخر.
2. علاقة تسودها الغيرة والشك المبالغ فيهما.
3. علاقة مع شخص لا يتوقف عن الشكوى.
4. علاقة مع شخص عنيف.
5. علاقة مع لوَّام يحمّل الطرف الآخر مسئولية كل حدث سلبي.
6. العلاقة مع شخص كثير التطلب.
7. وأخيرًا العلاقة مع شخص نرجسي يرى أن كل ما حوله يدور في فلكه ولأجله.
ولكن من هم أكثر الناس عرضةً للدخول في علاقات سامه ؟
لعلك تسأل نفسك كثيرًا لماذا أنا؟ لماذا تنجذب إليّ الشخصيات السامة (التوكسيك) دونًا عن غيري من الناس؟!
أجيبك يا صديقي بسبب لطفك أو ما تشعر معه بأنه سلوك لطيف من الطبيعي أن تستخدمه مع الآخرين، ولكن هناك فرق بين الشخصية اللطيفة الواعية، وغير الواعية التي تكون تربة صالحة لتغذية المستغلين والغير أسوياء والنرجسيين بكفاءة.
ولعله لم يفت الأوان بعد لتصلح من شأنك وتقيها شر الدخول في دوامة جديدة من العلاقات المؤذية، وأيضًا لتخرج من علاقاتك الغير مرغوب فيها بسلام.
مبدئيًا دعنا نحدد أين العطب داخلنا، بأن ندرك أننا نحن من فتحنا الباب عن طريق بعض الصفات التي يتصف بها كل ضحايا هذه العلاقات السامة مثل:
صفات من يقعون ضحايا للعلاقات السامة:
ما هي اعراض العلاقة السامة:
توجد عدة اعراض العلاقة السامة سنذكر بعض منها
1. تبرير أي سلوك يقوم به الآخرون مهما كان، ويجب هنا أن ننتبه إلى الفرق بين التبرير والتفسير، فالتفسير سلوك حميد مبنٍ على معطيات حقيقية.
2. السعي لحل مشاكل الآخرين وتلبية احتياجاتهم، مع إعطائهم الأولوية فوق مشاكلك واحتياجاتك الشخصية.
3. التغاضي عن عيوب الطرف الآخر أيًا كانت تناسبك أم لا.
4. تتجاهل خصوصيتك وتجعل نفسك متاحًا في أي وقتٍ وحال.
وأصحاب الشخصيات السامة دائمًا ما يبحثون عن غذاء وبالتالي لن يجدوا أفضل من ذوي هذه الصفات التي تحتوي على ما لذ وطاب بالنسبة إليهم.
الشفاء من العلاقات السامة – هل العلاقة السامة إدمانيه؟
نعم… يدمن الأشخاص العلاقات السامة، ولعلنا نقتنع بأن المؤذي يدمن إيذاء ضحيته، ولكن أيعقل إدمان الضحية للجاني؟! للأسف يحدث غالبًا؛ لأن الأشخاص المؤذيين يتقنون ألعابًا نفسية يسيطرون بها على الآخرين، فهم يبدون غالبًا في أحسن صورة، ويبدون مثيري التعاطف ويشعرونك في البداية بأنك مركز حياتهم وسعادتهم ويمنحوك الكثير من هرمون السعادة ( الدوبامين)، ثم فجأة يحرمونك منه! وبالتالي تتوق لجرعة أخرى وهكذا. هذا تفسير علم النفس لاستمرار هذه العلاقات رغم سميتها؛ ومن هنا تأتي الصعوبة في إنقاذ أنفسنا منها بل واكتشافها برمته.
كيفية التخلص من العلاقات السامة
كيفية التعامل مع العلاقات السامة ؟ فلنكن متفقين على أن التصرفات هي التي تسمم العلاقة وليس الأشخاص، ومن هنا يأتي تفهمنا لإمكانية إصلاح أنفسنا والتدرب على تحسين سلوكياتنا تجاه الآخرين؛ حين نكون نحن الطرف السام في العلاقة، واكتشاف ذلك يكون بداية مشوار الصلاح بطبيعة الحال، وهذا ليس فيه أي لوم أو تقريع فكلنا هنا ضحايا يا صديقي فلا يولد شخص مستغل ولا عنيف ولا مؤذٍ، ولكن نشأته تدفعه لذلك دفعًا، ويساعده على ذلك عدم وعيه بما هو فيه أو مقدم عليه، وكنوعٍ من الإدراك عليك أن تسأل نفسك هل أنت فعلًا ضحية أم أنك الطرف السام في العلاقة؟
كيفية الخروج من العلاقات السامة ؟
أما إذا تأكدت أنك ضحية لشخص مؤذٍ؛ فعليك التعافي من الإساءات واختيار إما الاستمرار في العلاقة أو إنهائها، والتعافي قد يكون بمساعدة شخص آخر موثوق فيه أو مختص، أو تحاول فعل ذلك بنفسك، وفي جميع الأحوال يجب عليك التزود بالمعلومات من مصادرها الموثوقة كقراءة كتب مبسطة في الطب النفسي، ومتابعة أطباء نفسيين على المنصات الإلكترونية، وهنا بعض النصائح التي ينصح بها الأطباء النفسيين مثل:
النصائح التي ينصح بها الأطباء النفسيين
• أولًا، اشعر بمشكلتك وادركها، ولا تحاول إنكارها أو أن تبرر أي إساءة موجهة إليك مهما كانت بسيطة.
• ثانيًا، لا توقف حزنك أو استياءك مما حدث لك واستوعبه كما يحلو لك، وتقبل مشاعرك تجاه الأذى، ولكن لا تتوقف هنا أكمل الطريق.
• ثالثًا، ضع حدودًا لنفسك لا يتعداها غيرك ولتعتد قول “لا ” حين يكون هذا شعورك الحقيقي، وأوقف الأذى بكل الطرق الممكنة وكافح لأجل ذلك، ولكن اضمن الأمان لنفسك فلن يتنازل المؤذي عن ملكيته فيك بكل سهولة وقد يمثل تهديدا حقيقيًا لك.
• رابعًا، ابدأ في استعادة ذاتك الحقيقية ولتترك التركيز في المشكلة وتبدأ في البحث عن حلول لكل مشكلاتك النفسية بالتدريج وخذ وقتك فما تبحث عنه غالٍ ويستحق.
• خامسًا، تجاوز ما حدث كله، وابدأ في التصالح معه، فلولاه ما كنت أنت، ولا تعد أبدًا لتبرير الأذى أو التقليل من ذاتك، ولكن تقبل نفسك وتقبل الطرف الآخر، إن استطعت، فإن لم تستطع لا تضغط على نفسك في هذا الأمر وكن صادقًا في ذلك.
وهناك نصائح أخرى، مثل مواجهة المؤذي بكل ما فعله، وممارسة الامتنان كمرحلة أخيرة ودائمة لعيش حياة صحية، وأيضًا البدء في إقامة علاقات جديدة أو العودة لعلاقات قديمة توفر لك الحب الغير مشروط، وقد تكون هذه العلاقات من أي نوع مثل الصداقة أو غيرها.
ولتتمتع يا صديقي بعالمك الجميل، وذاتك المستحقة لكل خير، ولتواجه دنياك أيضًا بكل الخير.
الخاتمة:
بالتأكيد لا يخلو شخص من مروره بشخص توكسيك او علاقة سامة مع احد كما أيضا مر بعلاقات طيبة وحسنة مع الكثيرين والآخرين. ولكن يجب ان تكون لك الجرأة في اتخاذ القرار كما تتمنى استمرار العلاقات الطيبة ان تنهي اأيضا هذه العلاقات السامة او على الأقل تروض مثل هذه العلاقات ولا تجعلها تستمر على حساب سعادتك وحياتك مهما كانت أهمية هذا الشخص التوكسيك السيئ.
موضوعات ذات صلة
اخطر الشخصيات في علم النفس