تنمية بشرية

أمثلة على التفكير السلبي واهم الاخطاء التي يقع فيها الجميع

امثلة على التفكير السلبي

أمثلة على التفكير السلبي كثيرة ولكن دعونا اولا نتعرف على ماهو التفكير السلبي

تعريف التفكير السلبي

التفكير السلبي Negative thinking هو ضعف في بصيرة الإنسان وقصر في رؤيته. فهو لا ينظر إلى الأمور بحقيقتها كاملة، بل هو انحراف عن أصل الفكرة وجوهرها ومعناها، فيرى الأمور بصورة مغلوطة غير الحقيقة التي هي عليها.

وهذا نفس ما يريده الشيطان من الإنسان أن يرى الأمور على غير ما هي عليه. أن يرى الفقر ولا يرى الفضل والخير في الشيء نفسه. قال تعالى “الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (268) يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (269)”. سورة البقرة.

إن الشيطان بوسوسته يريد أن يوهم الإنسان، فيرى أن الإنفاق يذهب بالمال ويسبب الفقر. فيكون نتيجة ذلك أن يمسك الإنسان المال ولا ينفقه فيكون البخل والفحشاء وهذا كله غير الحقيقة. ولا يريده أن يرى الخير الذي جعله الله في الإنفاق من كفارة لكثير من الذنوب ومن فضل يفوز به الإنسان من ربه فهو واسع الفضل.

ويقول الله تعالى “وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (120) “. سورة النساء.

أمثلة على التفكير السلبي

 إننا نجد أن التفكير السلبي، لا يرى صاحبه الأمر على حقيقته أو يراه ناقصًا. فهو يرى العيوب والنقائص ولا يرى المميزات والفضائل التي قد تزيد وتطغى على العيوب في الشيء نفسه. أو يتوهم أمورًا غير موجودة من الأصل، وكما نقول “انظر إلى نصف الكوب المملوء ولا تنظر إلى النصف الفارغ”.

 فإن صاحب هذا التفكير لا يرى في الماضي إلا الأحزان والآلام، ولا يرى في المستقبل إلا الخوف والقلق. فحتى العبرة والدروس المستفادة من تجاربه في الماضي لا يراها فيستفيد منها ويتجنب تكرارها. وتراه يعيش في الحاضر كأنه يواجه أزمات الدنيا كلها بنفسه منفردًا وكأن الجبال بأحجارها وصخورها وقعت على رأسه. 

فصاحب هذا التفكير وهذه الرؤية كيف له أن يشعر بالراحة والطمأنينة والسكينة وينعم بعيش وتهنأ وترغد له حياة، فكيف يشعر بالسعادة من خلت الطمأنينة والرضا والسكينة من قلبه!  

وبهذه الطريقة الخاطئة في التفكير، يقوم الإنسان بتوظيف ما يحدث معه، سواء أحداث يومية عادية أو ضغوطات حياتية، ويحولها إلى مشاكل وهمية وأفكار سلبية تنتج عنها المشاعر والسلوكيات السلبية. لتجده دائمًا في قلق وعصبية من دون أسباب حقيقيه، ويتحول سلوكه تدريجيًا إلى سلوك عدواني. وهذا قد يحدث دون أن يعرف الإنسان أن السبب في ذلك كله طريقة تفكيره الخاطئة. 

إن أمثلة على التفكير السلبي له صور عديدة منها القلق والخوف ومنها اليأس والإحباط وغير ذلك. وهو لا يؤثر فقط ذهنيًا على الإنسان بل يمتد التفكير السلبي فسيولوجيًا وعضويًا على الشخص الذي يقع تحت تأثيره. ونجد تأثير القلق يظهر جليًا على المشتركين في البورصة وظهور ذلك على أجسادهم فحينما تهبط قيمه الأسهم في البورصة يرتفع السكر والضغط لديهم. 

خطورة التفكير السلبي على صحة الانسان وسعادته

“هناك مثلًا يقول الناس يموتون بسبب ما يأكلوه، ولكن أقول إن معظم الناس يموتون بسبب مايأكلهم. وهو الأفكار التي تسبب أكثر من 75 في المئه من الأمراض النفسية والعضويه”. الدكتور إبراهيم الفقي

“إن رجال الأعمال الذين لا يعرفون كيف يكافحون القلق يموتون مبكرًا” الدكتور الكسيس كاريل. الحائز على جائزة نوبل.

“إن أكبر أخطاء الأطباء أنهم يحاولون علاج الجسد دون العقل، في حين أن العقل والجسد وجهان لشيء واحد، فلا ينبغي أن يعالج أحد الوجهين على حده” أفلاطون.

وقد استغرق علم الطب ألفين وثلاثمائة عام ليتحقق من صدق هذا القول. فالآن فقط بدأنا ننشيء نوعًا من الطب يسمى (الطب النفسى الجسمانى –  Psycho Somatic Medicine). وهو نوع من الطب يعالج الجسم والنفس في آن معًا.

وهذه الأمراض النفسجسمية (السيكوسوماتية) هي أمراض تؤثر فيها العوامل الذهنية والنفسية للمريض تأثيرًا كبيرًا في نشوئها وتطورها مثل الصداع النصفي، والإكزيما والقرحة والقولون العصبي… إلخ. 

* أسباب الأفكار والطاقة السلبية وامثله على التفكير السلبي يقع فيها اغلب الناس دون ان يشعرون:

إن امثله على التفكير السلبي والطاقة السلبية قد تكون عديدة منها ما هو داخلي ومنها ما هو خارجي ومنها ما يفعله الإنسان دون أن يدرك الأثر السلبي لها.

وسنذكر بعضًا منها، وإذا كان الإنسان يفعل أحدها أو بعضها عليه التوقف عنها حتى يحافظ على سعادته وراحته واستمتاعه بالحياة. 

1-الشكوى:

“لا تبحث عن الخطأ، بل عن طريق إصلاحه، فالكل يستطيع أن يشكو” هنري فورد.

 يعتاد بعض الأشخاص الشكوى فهو دائمًا غير راضٍ عن حاله كثير السخط والتذمر ما إن يقابل شخص آخر، إلا وبدأ في سرد معاناته وآلامه ليس مرة واحدة بل مرات متكررة ومتتابعة. فهو لا يدري أنه بإعادة سرد معاناته وأحزانه، إنه يقوم بإعادة صياغة هذه الأفكار   والمشاعر والطاقة السلبية مرة أخرى وإعادة تدويرها في عقله. فيشعر بها وكأنها تحدث له الآن فهي دائمًا متجددة وحية. لأنه لا ينفك ولا يتوقف عن ذكرها فلا هي تضعف ولا هو ينساها بتجاهلها. 

فهو بهذه الحالة يعطي قوة إلى أفكاره السلبية وآلامه بالتركيز عليها والاستمرار في استدعائها فيعيش دائمًا في نكد وكدر وضعف ووهن. 

“الأشخاص الذين يعلنون عن متاعبهم لا ينفد رصيدهم منها أبدًا” رودمان.

2-المقارنة:

قد يصاب البعض بداء المقارنة، فهو لا يتوقف عن مقارنة نفسه بالآخرين. وأن المقارنة تكون إيجابية لو أن الإنسان ينظر إلى من هم دونه في الخير والنعم، فيشكر الله على فضله وكرمه عليه.

فإذا رأى أهل الابتلاء حمد الله أن عافاه وفضله على كثير ممن خلق تفضيلًا. وكما قال صلى الله عليه وسلم (انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم) متفق عليه لفظ مسلم.

أما المقارنة السلبية التي لا يرى الإنسان منها إلا النقص في النعم التي لديه. وأما ما ميزه الله به عن غيره فهو لا يراه، مثله مثل الذي يرتدي نظارة لا يرى بها إلا الأشياء التي ليست لديه. كأنه لا يعرف أن الله وهب وأعطى لكل واحد من خلقه قدرًا من الفضل والنعم وميز كل إنسان بمهارات وقدرات معينة قال تعالى “إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49)”. سورة القمر.

وأن الله هو صاحب الفضل والعطاء يهب لمن يشاء ويمنع عمن يشاء. فتجده إذا نظر إلى نعمة الصحة نظر إلى من هو أفضل منه جسمًا ولياقةً. في حين أنه أيضًا معافي وخال من العلل والأمراض. وإذا نظر إلى أولًاد غيره نظر إلى الأشياء التي يتميزوا بها عن أولاده. ويظل هكذا في جميع شؤون حياته كلما رأى شيئًا قارنه بما لديه، ويبقى على هذا الحال حتى يصيبه الغل والحقد والحسد. وكل نظرة له بهذه الطريقة تولد لديه الأفكار والمشاعر السلبية حتى تأكله من الداخل لما أصابه من السخط وعدم الرضا. 

اصبر على كيد الحسود فإن صبرك قاتله، 

                                     فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله.

المقارنة الايجابية ليست من التفكير السلبي

 ويجب أن نفرق بين المنافسة في الخير والنظر إلى أهل الفضل والعلم للاستفادة منهم ومن خبراتهم وثمرة تعبهم وكفاحهم والاقتداء بالناجحين والسير على خطاهم وبين ما ذكرناه. قال صلى الله عليه وسلم (لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ، رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَسُلِّطَ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الْحَقِّ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْحِكْمَةَ فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا). رواه البخاري ومسلم.

3- الخلل في فهم حقيقة الأمور:

 ان من اكثر أمثلة على التفكير السلبي ومنتشر بين فئات المجتمع خاصة الشبات هو الخلل في فهم حقيقة الأمور. فهو ينظر إلى الماضي والحاضر والمستقبل بطريقة خاطئة فيولد لديه الأفكار السلبية بصفة دائمة. وما الإنسان إلا تذكرًا للماضي أو تطلعًا للمستقبل أو حاضرًا يعيشه. ومن أصابه هذا الخلل في الفهم، لا ينظر إلى الماضي الا بالندم واستحضار أحزانه وآلامه. لتعيش معه وتنتقل معه من يوم لآخر ومن عام للعام الذي يليه والفرق أنها ليست بتاريخ سابق كما حدثت في الماضي.

وينظر للمستقبل بنظرة تشاؤم وخوف وقلق وعدم يقين في فضل الله وكرمه. وأما حاضره الذي يعيشه فيلوم نفسه على كل ما يحدث فيه. فهو يري كل أحداثه وتجاربه اليومية أنه هو السبب فيها وأنه هو المقصر الوحيد في هذه الدنيا. فلو كان يعمل تاجرًا وخسر صفقة ما. وهذا شيء عادي ومألوف في مثل هذه الأعمال، تجده يلوم نفسه ويحملها جميع النتائج ونسي أن له ربًا يضع الأمور في مقاديرها. وإذا لم تعمل سيارته صباحًا ظن أن ذلك عقاب وسوء حظ له في الحياة. 

فهو يعيش بالتشاؤم في كل حياته ويلقي بظلال هذه الأحداث والأقدار على كاهله، ويحمل نفسه جميع أنواع الفشل والقصور ويضعها فوق رأسه. ويظل هكذا يعيش في دوامة الحياة وينتقل من فكره سلبية إلى أخرى، حتى يصيبه الهم والغم والحزن.

الافكار والنظرة الايجابية للحياة للتخلص من الافكار السلبية

فإن الحياة لا تخلو من العقبات والأزمات سواء السابقة أو الحالية والقادمة، ولكن الفرق في كيفية رؤية هذه المشاكل والأزمات وكيفية التعامل معها.

“لا تحاول النظر إلى متاعبك فتعظم” جونز.

وأما من فهم وأدرك حقائق الأمور تجده ينظر نظرة إيجابية لما يحدث له ويتعلم منه العبرة والدروس المستفادة.

“الأخطاء تؤلم بشدة عند وقوعها لكن بعد سنوات هذه المجموعة من الأخطاء تحمل اسم الخبرة” دينيس ويتلى.

وفي النهاية “ما فائدة المنظار الذي يقرب ويكبر مع الشخص الذي لا يرى” الدكتور محمد الغزالي.

ولقد ذكرنا اهم أمثلة على التفكير السلبي وأسبابه ، وهي أسباب داخلية يصنعها الإنسان بنفسه بطريقة تفكيره ونظرته الخاطئة للأمور. ويمكنه تصحيح هذه النظرة وتغييرها وتحويلها إلى نظره إيجابية صحيحة. تتولد منها أفكار إيجابية وسعادة وراحة وطمأنينة من نفس الشيء نفسه الذي كان يراه سوءًا ويكمن فيه الخير الكثير.

مقالات ذات صلة

 اهمية التفكير الانساني في حياة الانسان

قانون الجذب وعلاقته بالنجاح حقيقة ام خيال

مقالات ذات صلة

أضف تعليق