تطوير الذات هي عملية فردية وشخصية مستمرة مع الفرد خلال مراحل حياته المختلفة، من أجل التحسين والارتقاء بمهارات وخصائص الشخصية. وإن عملية تطوير الذات وبناء الإنسان لنفسه وزيادة وعيه وإدراكه، قديمة قدم الإنسان نفسه. فعبر التاريخ والإنسان يساير العلوم المكتشفة والمهارات الحديثة، وعليه أن يوأصل ذلك ويستمر في هذا التطوير طوال حياته. فلا استمرارية حقيقية للحياة ولا تقدم إلا عبر بناء النفس البشرية بأسس علمية وسليمة.
تطوير الذات عملية شاملة لا يجب أن تقتصر على جانب معين وتغفل الجوانب الأخرى
إن هذه التنمية لا يجب أن تقتصر على جانب معين وتغفل الجوانب الأخرى. حيث على الفرد أن يحيا حياةً جيدةً ومتكأملةً من الناحية الأسرية والاجتماعية والعلمية والصحية والمهنية وفي بقية الجوانب الأخرى.
وإذا كان الإنسان مطالب أن يعمل لآخرته ليفوز برضا ربه وما أعده له من نعيم مقيم. فهو أيضًا مطالب أن يعمل لدنياه ويبني نفسه وينميها. (وَٱبْتَغِ فِيمَآ ءَاتَىٰكَ ٱللَّهُ ٱلدَّارَ ٱلْآخرةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ ٱلدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَآ أَحْسَنَ ٱللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ ٱلْفَسَادَ في ٱلْأرض إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلْمُفْسِدِينَ).
إن الإنسان ليس فقط مطالب أن يعمل لدنياه، بل سيحاسب عن عمرة وعن فترة شبابه ويفاعته، وما فعله فيه من خير أو سوء. وهو مطالب أن ينمي نفسه ومهاراته ويجد في عمله ويتقنه حتى يكتسب مالًا يستحقه. لأنه سيسأل عليه أيضًا، ثم ينفق هذا المال في الخير والبناء والتعمير. قال : (لا تزال قدم عبد حتى يُسأل عن أربع عن عمرة فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله مما اكتسبه وفيما أنفقه). وكل هذا حتى ينعم الإنسان في دنياه بالسعادة والنجاح كما آخرته.
self development عملية مستمرة ومتصلة
وعلى الإنسان ألا يتوقف عن التعلم وعن تنمية نفسه وتحسين مهاراته وزيادة قدراته وإمكانياته، بحجة عدم قدرته على التعلم أو أن العمر مر به ولا يمكنه تطوير نفسه أو تنميتها وتحسينها.
“الشخص الذي يتوقف عن التعلم هو العجوز سواء كان في العشرين أو الثمانين. الشخص الذي يستمر في التعلم يبقى شابًا، فأهم ما في الحياة هو إبقاء عقلك شابًا” هنري فورد مؤسس شركة فورد.
وعليه أن يتعلم طرق وأنماط التفكير الجيدة ويدرك أن ما يؤمن به من أفكار في عقله اليوم، هي ما سترسم حياته في المستقبل.
(ما المرء إلا نتيجة أفكاره، ما يفكر فيه يصبح عليه) غاندي.
أسباب ظهور مناهج تطوير الذات بهذه الكيفية:
مع تغير الأحوال الاقتصادية والاجتماعية وتسارع وتيرة التنمية، وأصبح الإنسان أسير التغيرات الحادثة في نمط الحياة. أدى ذلك كله إلى ظهور علوم ومناهج وأفكار جديدة مثل إدارة الأعمال والتخطيط والتنمية البشرية وتطوير الذات ولغات البرمجة، وغيرها من المناهج والأفكار.
وإن النمو السريع والزيادة الهائلة في كم المعلومات والمعارف وزيادة متطلبات العمل للمهارات والإبداع والابتكار، ووجود مجالات جديدة لم تكن موجودة سابقًا وعلوم حديثة لم تكن تعرفها البشرية. جعل الإنسان يبحث بنفسه عن التطوير والتحسين والارتقاء بقدراته ومهاراته وزيادة إمكانياته حتى يكون في مقدمة الركب لا في المؤخرة فيُترك وحيدًا منفردًا. وان يحافظ الانسان على نجاحه في جميع جوانب الحياة اي يقود عجلة الحياة بنفسه فلا يركز على جانب ويهمل الجوانب الاخرى.
اهمية الوقت والمحافظة عليه من اجل الوصول الى النجاح والتميز
وكذلك فإذا كان التحكم في الوقت وتنظيم العمل وتخطيط الأهداف له الكثير من الأهمية هذه الأيام. إلا أن أصبح له الكثير من التحديات والصعوبات. وهذا يرجع إلى النمو السريع وتغير نمط الحياة. ومن هنا على الإنسان أن يبدأ في الاهتمام بنفسه وتطويرها والاهتمام بوقته. فمن خلاله سيبدأ في تحسين نفسه وتنميتها، والمهم أن يبدأ الإنسان السير إلى الأمام حتى لو كان في البداية بطيئًا.
(انا أسير ببطء لكن أبدًا، لا أسير إلى الخلف) إبراهام لينكولن رئيس سابق لأمريكا
مقالات ذات صلة
رأيان حول “تطوير الذات من اجل الوصول الى النجاح والتميز”