التفكير الإيجابي هو قدرتنا الفطرية للوصول إلى نتائج أفضل عبر أفكار إيجابية”سكوت دبليو.
وإذا كان التفكير السلبي هو ضعف البصيرة وقصر الرؤية. فيمكننا تعريف التفكير الإيجابي بأنه:
” قوة البصيرة ووضوح الرؤية فيرى الأمور على حقيقتها. يرى الإيجابيات والمميزات وكيفية استغلالها كما يرى العيوب والنقائص دون تهوين أو تهويل وكيفية تجنبها أو ترويضها.”
فينظر إلى الماضي كدروس وعبر يستفيد منها. وينظر إلى المستقبل كأحلام وأهداف يسعى بالتفاؤل والأمل لتحقيقها . وينظر إلى الحاضر كنعم وهدايا عليه شكرها بالمحافظة عليها وحسن إدارتها واستغلالها، وإلى ما به من مشكلات بالتحدي والصبر والرضا.
مقومات النفس البشرية ( العلم والايمان):
الإيمان والعلم أركان بناء النفس البشرية: إن الإيمان والعلم أركان بناء النفس البشرية فبدون أحدهما لن يكون الإنسان ناجحًا أو متزنًا، فإن كان الإنسان لديه إيمان بلا علم فإن دوره في الحياة لن يفارق موطئ قدمه ومكانه الذي يجلس فيه، فلا حياة حقيقية للإنسان بدون علم ينتج ويتقدم به.
وكذلك الإيمان فبدونه يكون الإنسان كالشجرة الخاوية وإن أثمرت لا تثمر إلا مرًا وعلقمًا. فإنسان بلا إيمان يرشده ويدله إلى الطريق الصحيح، سيضل طريقه ويكون علمه شرًا عليه وعلى غيره. وهذا ما حدث مع أوروبا حينما أخرجت علمها في صورة أسلحة وحروب في الحرب العالمية الأولى والثانية التي قضت على الأخضر واليابس. وقتل خلال الحرب العالمية الثانية وحدها أكثر من 60 مليون شخص ودمرت مدن وأبيدت قرى وتضررت بلاد بالكامل.
إن الإيمان بمثابة القوة الداخلية للإنسان التي تضبط وتتحكم في قوته الخارجية وهي العلم. والعلم بمثابة القوة الخارجية التي تدعم الإيمان. (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأرض وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأرض رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191)). سورة آل عمران. فالعلم يجعل الإيمان أكثر رسوخًا وإدراكا لحقائق الأمور، يكتشف من خلاله كل ما هو جديد في هذا العالم والكون الفسيح فتنجلي بصيرته أكثر ويزداد من ربه قربًا.
دور الإيمان في الشعور بالطمأنينة والتفكير بإيجابية:
(الإيمان يحارب الخوف والقلق) إن الإيمان يبعد الخوف والقلق والهموم والحزن وكذلك الغضب واليأس والفتور والملل وجميع المشاعر السيئة عن الإنسان. فحينما يتعلق الإنسان بخالقه فإن الروح تصفو، وبصفاء الروح يكون الإنسان أكثر إيجابية ويقينًا وثباتًا.
فالخوف من الرزق وعدم الحصول عليه هو من أكبر أسباب الخوف لدى البشر. ولكن الإنسان الذي يوقن أن رزقه بيد ربه ستعلوه السكينة وتملأ قلبه الطمأنينة ولا يعتريه خوف أو قلق فكيف يخاف من يؤمن بقوله تعالى (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22)). سورة الذاريات. ويؤمن بقوله (وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأرض إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (6)). سورة هود.
وهذه الطمأنينة لا تعني الكسل وعدم العمل فشتان بين التوكل على الله والتواكل. وهذا ما وضحه صلى الله عليه وسلم (لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصًا وتروح بطانًا). وهنا نلاحظ تغدو وتروح، ولم يأتها طعامها في أعشاشها.
كما ان هذا يوضح للإنسان معنى السعي وراء الرزق والبحث عن العمل وعن أسبابه المتاحة. ولابد ان يبذل الانسان الجهد أيضًا في إتقان العمل كما قال صلى الله عليه وسلم (إِنّ اللَّهَ تعالى يُحِبّ إذا عَمِلَ أحدكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَهُ).
عبر التفكير الايجابي والايمان ينهزم القلق من المرض او الخوف من الموت
كذلك من دواعي الخوف والقلق أن يخشى الإنسان المرض أو أن يصاب بهوس الموت. وإن كان الخوف من الموت شيء طبيعي. ولكن إذا سيطر على الإنسان ورآه في كل موقف وفي كل لحظة من حياته. فإنه سيتحول إلى خوف مرضي يشل حركة الإنسان في الحياة. فمعرفة الإنسان وإيمانه بقوله تعالى (وَإذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80)). سورة الشعراء. وقول النبي صلى الله عليه وسلم (ما أنزل الله عز وجل داء، إلا أنزل له دواء، علمه من علمه، وجهله من جهله). يجعل النفس أقوى في مواجهة المرض والثقة في الشفاء من خالقها أكبر.
وبالنسبه للموت فهو يعلم أنه الحقيقة الأولى في الدنيا، وإن أجله بيد ربه كتب قبل أن يولد. ولن ينقص لحظة أو يزيد (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإذا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَآخرونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (34)). سورة الأعراف. وأن حياته الحقيقية سينعم بها في جنة عرضها كعرض السماء والأرض إن فاز برضا ربه.
عبر التفكير الإيجابي والايمان يتخلص الانسان من اليأس
وعبر التفكير الإيجابي والايمان يتخلص الانسان من اليأس لأنه يثق في فضل الله ورحمته وكرم عفوه فلما الجزع والقنوط؟ (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156)). سورة الأعراف. (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أنفسهم لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53)). سورة الزمر.
فيكون قلبه أكثر اطمئنانًا ونفسه أكثر سكينة. فكيف يقلق أو يخشى شيء وهو يعلم أنه بين يدي رب كريم رحيم وسعت رحمته كل شيء وطالت قدرته المطلقة كل سبب وأمر.
الرؤية الواضحة والصحيحة والتفكير الإيجابي :
ولذلك على الإنسان أن تكون رؤيته واضحة حتى يكون تفكيره بناءً وإيجابيا. وإن فهم الأمور على حقيقتها وعدم إعطائها أكبر من حجمها أو الإنقاص من قدرها من أهم أسباب نجاح المرء واجتيازه للصعاب.
والرؤية الصحيحة كما يسعى موقع هادف. كوم لعرضها، ليست مجرد كلام يقال بل هي أفعال ومنهج حياة أوصلت أصحابها إلى بر الأمان وتحقيق النجاح. وهي ما عبروا عنه بأقوالهم الخالدة خلاصة تجاربهم وخبراتهم، وكانت أيضًا صادقة لأنها خرجت من رحم الكفاح والمثابرة.
“عليك أن تقبل أي عواقب قد تحدث، لكن الأهم أن تواجه هذه العواقب بأفضل ما لديك”. إليانور روزفلت.
“مهمتنا في الحياة ليست أن نسبق غيرنا بل أن نسبق أنفسنا”. زيج زيجلر.
“أستطيع أن أتقبل الفشل لكن لا أتقبل عدم المحاولة”. مايكل جوردن لاعب كرة السلة الأمريكي الشهير.
“عندما تغير نظرتك للأشياء من حولك تجد كل شيء حولك قد تغير”. دكتور وين داير.
“المتشائم يرى صعوبة في كل فرصة والمتفائل يرى فرصة في كل صعوبة”. ونستون تشرشل.
وهكذا تكون الرؤية الصحيحة لواقع الحياة فينعم صاحبها بالسعادة وتحقيق النجاح كما رآها هؤلاء فوصلوا إلى ما وصلوا إليه من نجاح وتميز عبر التفكير الايجابي.
مقالات ذات صلة
3 رأي حول “التفكير الإيجابي وأفضل طرق الوصول إليه”